هل تبدأ المفاوضات مع حاملي سندات اليوروبوندز؟

هل تبدأ المفاوضات مع حاملي سندات اليوروبوندز؟ -- Apr 07 , 2025 31

أعلنت وزارة المالية انه تم ابرام ملحق لاتفاقية الوكالة المالية لسندات اليوروبوند المصدرة من
الجمهورية اللبنانية لتعكس تعليق حق الدولة بالادلاء بدفوع مرور زمن المهل التعاقدية والقانونية وفقًا
لقانون ولاية نيويورك لغاية 9 آذار 2028 وذلك إنفاذاً لقرار مجلس الوزراء رقم 30 تاريخ 7/1/2025،
ينطبق هذا التعليق على جميع سندات اليوروبوند الصادرة عن الدولة اللبنانية.
تجدر الاشارة الى ان الحكومة قد اتخذت هذا الاجراء للحد من المخاطر التي يمكن ان تتعرض لها لها
الدولة من جراء مقاضاتها من قبل حاملي السندات وفسح المجال امام وضع واتمام خطة لاعادة هيكلة
منتظمة لمحفظة اليوروبوندز.
وقد فاجأت جمعية المصارف الاوساط السياسية لكنها لم تفاجىء نفسها بنيتها اقامة المصارف دعاوى
على الدولة اللبنانية بسبب امتناعها عن تسديد سندات اليوروبوندز في اذار ٢٠٢٠ عندما قررت حكومة
حسان دياب الامتناع عن تسديد الديون المتوجبة عليها،ولكي لا تذهب اموال المصارف هدرا لانه بعد مرور
خمس سنوات على التمنع يمكن ان تسقط بحكم مرور الزمن فاثرت جمعية المصارف حفظ حقوقها المادية
التي هي حقوق لمودعيها .وذلك بناء على نصيحة من محاميي الجمعية الذين فضلوا رفع الدعوى قبل ان
تنتهي مهلة الخمس سنوات التي يحق خلالها للدائنين رفع الدعاوى في حال لم تقدم الدولة اللبنانية على
اجراء مفاوضات معهم حول كيفية دفع المتوجب عليها .
لكن يبدو ان وزير المالية الجديد ياسين جابر قرر الخوض في هذا الموضوع ووجه رسائل ايجابية إلى
حاملي اليوروبوندز، تحدث فيها بشفافية عن الخطوات التي سيقوم بها لاستكمال القرار الصادر عن حكومة
تصريف الاعمال والمتعلق بتفويض وزير المالية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة أو المناسبة لتنفيذ هذا
القرار، بما في ذلك تعديل شروط إصدارات سندات الـ «يوروبوندز» وقد تشاورت وزارة المالية مع
مستشارها القانوني في موضوع الدين العام في نيويورك، clearly Gottlieb وحصلت منه على استشارة
تفيد بأن القرار الحكومي في موضوع اليوروبوندز كافٍ لحماية حقوق حامل السندات.
وان الوزارة تنتظر إجابة هيئة التشريع والاستشارات على الموضوع، لكن الإجابة لن تصل قبل 15
آذار المقبل، أي بعد انتهاء مهلة التاسع من آذار، وهذه الإعاقة سببها تأخّر الحكومة السابقة في إصدار قرار
تمديد المهل.
وبالإضافة إلى ذلك، طمأنت وزارة المال أصحاب الحقوق إلى أنها باشرت العمل مع الوكيل المالي
للسندات (Deutsche Bank) لإبرام وتنفيذ ملحق اتفاقية إصدار السندات.
في النتيجة، تسعى وزارة المالية اليوم إلى تصحيح الخلل الذي تسبّبت به الحكومة السابقة، وتحاشي
الوصول إلى المحاكم، وصون حقوق الدائنين اللبنانيين والأجانب، وهذا يعكس نهجاً منطقياً يبشّر بالخير
بالنسبة إلى أداء الوزارة برئاسة الوزير ياسين جابر.
ويقول الخبير المالي نيقولا شيخاني ان ارتفاع سعر سهم اليوروبوندز من ١،١ سنتا الى حوالي ١٧ سنتا
هو ارتفاع مصطنع لانه لا شيء يبرر هذا الارتفاع وان المطلوب من وزير المالية التحقق في اسباب
ارتفاع هذا السهم الذي يكون ربما لاسباب تفاوضية بين الدائنين وبعضهم من المصارف وبين الدولة
اللبنانية.
وقي هذا الصدد يقول كبير الاقتصاديين في بنك بيبلوس الدكتور نسيب غبريل ان الهدف ليس رفع
الدعاوى على الدولة اللبنانية لحاملي سندات اليوروبوندز بل هو تدبير احتياطي احترازي اذا لم تبادر وزارة
المالية الى اتخاذ اجراءات عملية للمباشرة بالمفاوضات ،لا يوجد احد من هؤلاء يرغب بالدعاوى في

نيويورك التي تأخذ وقتا وتكلف مصاريف قانونية اضافية لكن وزارة المالية اتخذت الاجراءات العملية
وبالتالي لا اعتقد ان هؤلاء سيقيمون الدعاوى طالما حافظوا على حقوقهم المالية.

واعاد غبريل بالذاكرة الى اذار ٢٠٢٠ عندما اتخذت حكومة حسان دياب بالتعثر عن تسديد سندات
اليوروبوندز في الوقت الذي كان من المفترض ان تبدأ المفاوضات مع حاملي السندات لكن لم يتم ذلك ومن
بعدها اتت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي حيث وقعت مع صندوق النقد الدولي اتفاقا مبدئيا حيث تتخذ
الحكومة اجراءات مسبقة واحدة منها اعادة هيكلة الدين العام ومن ضمنها التفاوض مع حاملي السندات الا
ان ذلك لم يتم ايضا.
وعندما اقتربت مهلة الخمس سنوات من قرار التعثر حيث من المفروض ان يتقدم حاملو السندات
بدعاوى كي لا يخسروا حقهم بالمطالبة في الفوائد وليس لوضع اليد على اصول الدولة كما كان يروج
،اصدرت وزارة المالية في ١٠ كانون الثاني قرارا بتمديد المهل حتى اذار ٢٠٢٨ بعد ان اتخذت اجراءات
عملية تحفظ حقوق الدائنين .
ويتابع غبريل حديثه بالقول :هذه الخطوة التي اقدمت عليها وزارة المالية تعني انها على استعداد لبدء
المفاوضات مع حاملي سندات اليوروبوندز والتأكيد على القرار الذي اتخذته في ١٠ كانون الثاني الماضي
لكنه لم يحدد موعد البدء بالمفاوضات كون هذه الحكومة جديدة وتريد تطبيق الاصلاحات وتحظى بدعم
عربي ودولي والتوقعات مرتفعة بان تعود وتضع برنامج اصلاحي ومن ضمنه البحث في موضوع سندات
اليوروبوندز. واكد غبريل ان القيمة الحقيقية لهذه السندات هي ٧مليارات و٥٠٠ مليون دولار.

أقرأ أيضاَ

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

أقرأ أيضاَ

الماركات العالمية ترفض مغادرة بيروت.. أموال ومشاريع ستشعل الأسواق قريباً