العراق يتحرك لإعادة تشغيل خط أنابيب النفط عبر سوريا إلى موانئ المتوسط -- Apr 25 , 2025 5
المصدر:
الشرق
بدأ العراق خطوات عملية لإعادة تشغيل خط أنابيب النفط الممتد عبر سوريا إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط، بإرسال وفد حكومي رسمي إلى دمشق لبحث آليات إعادة التأهيل، وفقاً لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء العراقية.
قال البيان إن المباحثات مع الجانب السوري تركز على دراسة إمكانيات إعادة تأهيل الأنبوب النفطي بما يخدم خطط تصدير النفط العراقي المستقبلية.
وأفاد بيان رئاسة الوزراء أن المحادثات تشمل أيضاً ملفات أمنية وتجارية، من بينها التعاون في مكافحة الإرهاب، وتعزيز أمن الحدود المشتركة، وتوسيع التبادل التجاري بين البلدين.
استئناف خط الأنابيب بين سوريا والعراق
من جانبها، ذكرت وكالة "بلومبرغ" أن الوفد العراقي وصل إلى دمشق لعقد لقاءات مع الرئيس السوري أحمد الشرع وعدد من كبار المسؤولين لمناقشة سبل إعادة تفعيل خط الأنابيب الذي يتيح تصدير الخام العراقي عبر موانئ سوريا إلى الأسواق العالمية.
وأكدت "بلومبرغ" أن هذه الخطوة تأتي في إطار سعي العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، لتنويع منافذ تصديره، حيث تعتمد بغداد حالياً بشكل شبه كامل على موانئها الجنوبية لتصدير النفط.
وأشارت الوكالة إلى أن تحركات العراق جاءت بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في محاولة لتعزيز قدراته اللوجستية وتقليل المخاطر الجيوسياسية التي قد تعرقل عمليات التصدير التقليدية من الجنوب.
وتسعى الحكومة العراقية عبر هذا التحرك إلى فتح مسارات جديدة أمام صادراتها النفطية، وسط تصاعد التحديات الإقليمية والدولية التي تؤثر على تدفقات الطاقة.
أهمية تشغيل خط (كركوك – بانياس)
قال الخبير النفطي رياض النزال في تصريحات لـ"الشرق": "يُعد إعادة تشغيل خط أنابيب (كركوك – بانياس)، الذي تم إنشاؤه في الخمسينيات من القرن الماضي بطول 880 كيلومتراً وبطاقة إنتاجية تجاوزت 300 ألف برميل نفط يومياً، خطوة ذات أهمية استراتيجية". وشهد هذا الخط تقلبات سياسية متعددة منذ العدوان الثلاثي على مصر، مروراً بعمليات التأميم والحرب العراقية الإيرانية، وحربَي الخليج الأولى والثانية، وصولاً إلى حرب التحالف الدولي ضد داعش.
ولفت النزال إلى أنه "في المرحلة الحالية، يكتسب الخط أهمية كبرى للعراق لتعزيز مكانته بين أكبر منتجي النفط عالمياً بأكثر من 3 ملايين برميل يومياً. كما أنه يُمكّن العراق من تجنب مخاطر الاعتماد على خط جيهان التركي، الذي يتأثر بتغير المصالح والتوازنات السياسية مع حكومة إقليم كردستان، أو اضطرابات البحر الأحمر عند التصدير عبر موانئ البصرة. وبالمقارنة، يظل الخط السوري الخيار الأقل تكلفة والأسرع للوصول إلى الأسواق الأوروبية".
أما بالنسبة لسوريا، فإن استيراد النفط العراقي يمثل حلاً مثالياً لتلبية احتياجات السوق المحلية ومتطلبات إعادة الإعمار، فضلاً عن إمكانية تطوير المصافي السورية ورفع كفاءتها لتكرير النفط العراقي، مما يعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين.