ترمب في الإمارات.. تسريع الصفقات وتصدير الرقائق المتقدمة -- May 15 , 2025 4
المصدر:الشرق
يبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الخميس، زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون ثالث محطة يزورها بعد المملكة العربية السعودية ودولة قطر، مستهدفاً تنشيط التعاون الاستثماري والتجاري مع ثاني أكبر اقتصاد عربي، وتسريع مسار الصفقات الإماراتية التي أُعلن عن استثمارها في واشنطن، بالإضافة إلى توسيع تصدير الرقائق إلى أبوظبي.
في ولايته الأولى عام 2017 اختار ترمب أيضاً أن يبدأ زيارته من قلب الخليج، وفي الولاية الثانية تتجه أنظار المنطقة والعالم نحو الشرق الأوسط، مترقبة ملامح ما قد يكون فصلاً تاريخياً جديداً في العلاقات الدولية، لكن يبدو أن المشهد اليوم يختلف كثيراً عما كان عليه قبل ثماني سنوات. فالعالم تبدل، وأوراق اللعبة السياسية والاقتصادية أصبحت أكثر تعقيداً وثقلاً. حتى أن جزءاً مهماً من نجاح ترمب في ولايته الثانية، قد يكون معلقاً على النتائج التي ستحرزها جولته الخليجية.
تدرس إدارة ترمب السماح للإمارات باستيراد أكثر من مليون شريحة متقدمة من شركة "إنفيديا"، بما يتجاوز بكثير الحدود بموجب لوائح شرائح الذكاء الاصطناعي في عهد جو بايدن، بحسب "بلومبرغ"، مشيرة إلى أن الصفقة المرتقبة ستسمح للإمارات باستيراد 500 ألف من أحدث الرقائق في السوق كل عام من الآن وحتى 2027.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أنه قد يتم تخصيص خُمس الكمية لشركة الذكاء الاصطناعي "جي 42" (G42) الإماراتية، في حين سيُخصص المتبقي إلى الشركات الأميركية التي تبني مراكز بيانات في الدولة الخليجية.
كانت الإمارات أبلغت ترمب أنها ستستثمر 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على مدار 10 سنوات -بما في ذلك 100 مليار دولار في مشروع ترمب (ستار غيت)- بالإضافة إلى أشباه الموصلات والطاقة والتصنيع على مدى السنوات العشر المقبلة.
وتدرس شركة "OpenAI" صفقة جديدة خلال زيارة ترمب إلى الإمارات تتضمن توسعة مركز البيانات في الدولة الخليجية، لتعزيز نطاق حضورها بشكل كبير في الشرق الأوسط، بحسب "بلومبرغ". ويرافق الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان، الرئيس ترمب خلال جولته الخليجية.
استثمارات إماراتية كبيرة في الغاز الأميركي
الدولة الخليجية مهدت لزيارة ترمب أيضاً عبر ضخ استثمارات كبيرة في قطاع الغاز الأميركي، وإعلان صندوق الاستثمار الإماراتي "ADQ"، بالشراكة مع شركة "إنرجي كابيتال بارتنرز" (Energy Capital Partners) الأميركية، عن مبادرة استثمارية بقيمة 25 مليار دولار تركز على البنية التحتية للطاقة ومراكز البيانات في الولايات المتحدة، بحسب بيان صادر عن الشركة.
وقبل زيارة ترمب إلى الإمارات، التزمت "XRG"، المملوكة لشركة "أدنوك" في أبوظبي، بدعم إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي الأميركي عبر الاستثمار في منشأة تصدير الغاز المسال التابعة لشركة "نيكست ديكيت" (Next Decade) في ولاية تكساس، مع خطط مستقبلية لاستثمارات كبيرة إضافية في الأصول الأميركية ضمن مجالات الغاز والكيماويات والبنية التحتية للطاقة والحلول منخفضة الكربون.
وتمثل هذه الصفقات ترجمةً على أرض الواقع لإعلان البيت الأبيض عن تعهد الإمارات بضخ استثمارات ضخمة في أميركا، عقب لقاء جمع ترمب ومستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان. وتشمل الاستثمارات مجالات الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، والصناعة.
مسار سريع للاستثمارات الخليجية
كان ترمب بحث مع مسؤولي إدارته إمكانية منح السعودية والإمارات وقطر وضعاً خاصاً للمسار السريع لإتمام الصفقات، وهي خطوة من شأنها تمهيد الطريق أمام استثمارات بمليارات الدولارات، ورغم أن مداولات إصلاح لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أنه قد تسرّع هذه الإجراءات تدفق الاستثمارات الكبيرة إلى الولايات المتحدة من حلفاء رئيسيين لأميركا.
و"المسار السريع" من شأنه أن يساعد في إزالة عقبة رئيسية أمام الصناديق السيادية الخليجية، التي تشرف على تريليونات الدولارات، وشهدت تدقيقاً من قبل إدارة بايدن، بحسب "بلومبرغ".