الشركات العائلية في الشرق الأوسط الأعلى تبنيًا للحوكمة عالميًا -- May 27 , 2025 37
تتوسع الشركات العائلية في الشرق الأوسط في الاعتماد على الحوكمة والنماذج المستدامة من خلال تحديث الهياكل الحوكمية وإشراك الجيل الجديد في القيادة، لضمان استدامة الشركات العائلية في المنطقة، في ظل التغيرات الاقتصادية المتسارعة والتحولات الرقمية المتزايدة، وفقًا لتقرير صادر عن KPMG Private Enterprise.
ويشير تقرير الشركات العائلية العالمية 2025، الذي أصدرته KPMG Private Enterprise بالتعاون مع تحالف STEP Project Global Consortium، آراء 2683 رئيسًا تنفيذيًا في 80 دولة، إلى أن تبني الشركات العائلية في المنطقة للحوكمة يعد مؤشرًا واعدًا على أنها تُهيئ نفسها لتحقيق نمو مستدام ونجاح عبر الأجيال، إذ تمتلك 89% من الشركات العائلية في الشرق الأوسط وأفريقيا مجالس إدارة فاعلة، مقارنة بنسبة 67% عالميًا، ما يجعلها أحد أعلى النسب على مستوى العالم.
وتشكّل الشركات العائلية نحو 90% من الشركات الخاصة في دولة الإمارات، وتوظّف أكثر من 70% من العاملين في هذا القطاع، فيما تسهم بنحو 40% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وفقاً لتقرير صادر عن غرف دبي.
الشركات العائلية في المنطقة
تعد الشركات العائلية في المنطقة نفسها لمواجهة التحديات من خلال إعادة هيكلة استراتيجياتها لمواكبة المتغيرات، بما يشمل تنويع الاستثمارات، تبني التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومواجهة تحديات سلسلة التوريد، وجذب الكفاءات.
وفي الوقت نفسه، يشير التقرير إلى أن الحوكمة وحدها لا تكفي. فقد نفذت نحو 500 شركة عائلية عالمية صفقات اندماج واستحواذ خلال السنوات الثلاث الماضية، 60% منها مع شركات عائلية أخرى، في دلالة على توجّه متزايد نحو الشراكات الاستراتيجية المبنية على القيم المشتركة.
كما أبدت شركات الاستثمار المباشر اهتماماً متزايداً بالشركات العائلية ذات الإدارة القوية والاستدامة طويلة الأمد، ما يبرز الحاجة إلى الشفافية والنماذج القابلة للنمو.
وتغطي هذه الشركات قطاعات حيوية مثل البناء والتصنيع والتجزئة والضيافة والخدمات المالية، في وقت بدأت فيه العديد من المجموعات العائلية التوسع في مجالات جديدة تشمل التكنولوجيا والخدمات اللوجستية والتعليم والرعاية الصحية، ما يفتح المجال أمام نماذج استثمار وتعاون مبتكرة.
الأجيال الجديدة
ورغم أهمية دور الأجيال الجديدة في الابتكار والاستدامة، أظهر التقرير أن 52% فقط من أفراد الجيل الجديد في الشركات العائلية يشاركون في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، في حين عبّر نحو 40% من المشاركين عن قلقهم إزاء ضعف جودة التواصل بين أفراد العائلة، ما يستدعي تحسين الحوار الداخلي وتحديد الأدوار وصياغة رؤية مشتركة بين الأجيال.
ويؤكد التقرير على ضرورة أن تعيد الشركات العائلية تعريف مفهوم النجاح ليشمل إلى جانب الأداء المالي، عناصر مثل المرونة، والقدرة على التكيف، والمساهمة المجتمعية. وفي ظل تسارع برامج التنويع الاقتصادي في المنطقة، فإن الشركات التي تدمج الحوكمة الفعالة والتفكير الريادي في صلب استراتيجياتها ستكون الأقدر على قيادة المستقبل عبر الأجيال.