"الزعتر البري الجبلي" نحو التطور.. مورد رزق وجني دون عناء -- Jul 31 , 2025 10
استحوذت شتلة «الزعتر الجبلي» على اهتمام العائلات والمزارعين عموما على نحو أكبر من ذي قبل، بعدما بدأ الناس يميلون في قواعد معيشتهم الى الأصناف الطبيعية، والابتعاد عن الشراء من الأسواق، والتركيز على المصادر الجيدة والطبيعية مئة في المئة، لاسيما تلك النظيفة الخالية من أساليب الغش.
وعليه، فإن أعدادا كبيرة من المزارعين خصوصا في منطقة الجبل بدأت تحسب الحساب لمساحات معينة للزعتر البري في حقولها، على قاعدتين أساسيتين: الأولى تأمين مؤنة العائلات سنويا دون الحاجة الى الشراء من الأسواق، ظنا منها ان ليس كل ما تشتريه من الأسواق يكون ذات جودة وخال من الغش. والثانية باعتبار الموسم بات مصدرا إضافيا للرزق، بدليل وجود مساحات واسعة مغروسة بنبتة الزعتر باتت ظاهرة للعيان على نحو كبير، ووجود العديد من الخيم البلاستيكية لبيعه من قبل المزارعين والمهتمين بهذا المجال.
«أم سليم» من بلدة بعذران الشوف قامت قبل عدة أعوام بزرع مساحة معينة من بستانها غير البعيد عن منزلها بالزعتر البري او «الصعتر». شجعها على ذلك نشطاء في الأعمال الزراعية ومحمية أرز الشوف، التي ساعدت المجتمع المحلي في الزرع والتصريف، قالت ل«الأنباء»: «يبلغ الانتاج السنوي لدينا بنحو 1500 دولار، على أساس الكيلوغرام الواحد بمبلغ 7 دولارات».
وأضافت المرأة «السبعينية»: «كنا قديما نذهب الى الجبل لـ «تحويش» الزعتر، لكن مع ازدياد الطلب عليه، خصوصا من العائلات المهاجرة التي تأتي سنويا الى لبنان وتطلب الزعتر للمؤنة عندها، نمت الفكرة لدينا حتى بتنا نزرع ونبيع المواسم. اشجع الجميع على هكذا مشروع لا يكلف الكثير من العناء ولا حتى كميات كبيرة من المياه للري. طبعا اذا نال الاهتمام الكافي وعند تقديم كميات المياه المطلوبة للشتلة، يمكن اذ ذاك الاستفادة بموسمين في الربيع - الصيف والخريف. والجودة للزعتر الجبلي معروفة، انه بلا أسمدة ولا أدوية كيماوية أو غيرها، ولا اي غش بخلطه مع نشارة الخشب وسوى ذلك من أساليب الغش، من أجل زيادة الارباح، والتي تزدهر هذه الأيام».
بدوره المزارع س. أبو علي من بلدة مرستي الواقعة في الشوف الأعلى، قام بتوسيع فكرة زراعة الزعتر البري، بعد اعتبار الموسم السنوي أحد مصادر الدخل الزراعي، الى جانب مواسم التفاح والدراق والكرز وسوى ذلك من أصناف فاكهة الصيف. وقال: «هذا الأمر لا يكلفنا الكثير من العناء، بحيث تتم زراعته بجانب حيطان البساتين في الأماكن الخالية عادة، حيث تبقى تلك المنطقة أكثر رطوبة من غيرها وتخفف الحاجة الى مزيد من المياه».
وأشار الى ان «الكثير من أصحاب المشاتل والخيم في الشوف، بدأوا أيضا زراعة شتول الزعتر البري لبيعها للمزارعين، وأحيانا كثيرة نستحصل عليها بأسعار مشجعة جدا، كل 3 شتلات بدولار واحد. وبعد قطف الموسم أواخر يونيو نضعه في غرفة كي ينشف ثم نفرطه وننقله الى المطحنة ويكون جاهزا للسوق. وأحيانا كثيرة فإن صاحب المطحنة نفسها يشتري منا الموسم، ولكن بأسعار أقل من 7 دولارات للكيلوغرام الواحد لتأمين ربحه أيضا».
«أم داني» من معاصر الشوف ترى ان «رأسمالها خضرة الأرض، ومهنة الزعتر تعشقها حتى ولو متعبة قليلا في يوم الزعتر (القطاف) لكن فيها متعة كافية. والزعتر يقال عنه مفرح الجبال، لأنه يعطر الطبيعة برائحته الزكية».
وتابعت: «طورت عملي منذ نحو 5 أعوام وبدأت رحلة زرع الزعتر بعد استخراج البذور من الشتول. واليوم أقطف من بستان صغير نسبيا، ما يكفي العائلات القريبة منا، والباقي نقوم ببيعه. والفكرة ذاهبة عندنا نحو التطور والتوسع شيئا فشيئا. فشتلة الزعتر كانت مهملة في لبنان، ولا تلقى العناية والاهتمام الكافي، لكن مع عودة الناس الى الطبيعة والأكل النظيف، بدأ السؤال عن الزعتر الأخضر واليابس».
واستطردت: «ثمة الكثير من الناس بدأوا يزرعون في الأرض البور لديهم والأراضي قرب منازلهم، للاستفادة منه على مدى السنة. زعتر المؤنة في أشهر الصيف ينتظرونه كثر بفارغ الصبر، وتقوم عائلات عدة بحجز كمياتها المطلوبة من سنة لسنة، وهو من «الرزق الحلال»، ومن الأكل النباتي الصحي، الذي يحتوي على الكثير من الفيتامينات والألياف وغير ذلك من الفوائد الصحية والطبيعية».
عامر زين الدين - الانباء