زحلة مدينة عالمية للكرمة والنبيذ: نحو مزيد من التسويق والانتاج والتصدير -- Aug 07 , 2025 3

لكي تصل زحلة الى ان تكون مدينة عالمية للكرمة والنبيذ اعتمدت على مبادىء ثلاثة :

١-وجود ارض صالحة ومنتجة وجودة لزراعة وصناعة الكرمة والنبيذ وزحلة تتمتع بهذا الامتياز حيث يتواجد في زحلة وقضائها اكثر من ٦٣ معملا لانتاج النبيذ وتشكّل المساحة المزروعة بالكروم في لبنان 8 % من إجمالي مساحة الزراعات الدائمة، فيما يحتل عنب التصنيع 30 % فقط من هذه المساحة وتتركز 46 % من هذه الزراعات في محافظة البقاع التي تضم قضاءي زحلة والبقاع الغربي.

٢- وجود توليفة مشتركة ساهمت في اعتماد زحلة مدينة عالمية للكرمة والنبيذ بين بلدية زحلة وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع ووزارة الزراعة وفي مقدمتها المدير العام وابن زحلة لويس لحود الذي يعود اليه الفضل ليس بهذا الاختيار بل لنجاح تصدير النبيذ الى العالم بحيث بات يشكل منافسة جدية للنبيذ في العالم وخصوصا النبيذ الفرنسي .

٣-التسويق الجيد للنبيذ اللبناني من خلال الرعاية الرسمية لوزراء الخارجية والزراعة والاقتصاد والتجارة والاشتراك في المعارض الدولية التي عرفت العالم على النبيذ اللبناني المميز وبالتالي كأسك يا زحلة المدينة العالمية للكرمة والنبيذ .

كيف ولدت الفكرة ؟

في بيانها الذي اصدرته وزارة الزراعة اعلنت عن تلقي الوزير الدكتور نزار هاني كتابًا رسميًا من المدير العام للمنظمة الدولية للكرمة والنبيذ (OIV) الدكتور جون باركر، يُفيد باعتراف المنظمة بمدينة زحلة كـ"مدينة دولية للكرمة والنبيذ"، وذلك تقديرًا لدورها الريادي في قطاع النبيذ اللبناني، ولمساهمتها النوعية في تعزيز ثقافة الكرمة محليًا وعالميًا.

ويأتي هذا الاعتراف الدولي ثمرة تعاون بنّاء بين بلدية زحلة، غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة، ووزارة الزراعة اللبنانية، التي واكبت هذا الملف وقدّمت له الدعم التقني والمؤسساتي اللازم، انطلاقًا من رؤيتها لتعزيز الهوية الزراعية للمنطقة، وتحفيز الاستثمار في قطاع النبيذ الذي يشكّل ركيزة أساسية من ركائز التنمية الزراعية والاقتصادية في لبنان، ولا سيما في زحلة .

وتؤكد وزارة الزراعة أن اعتماد زحلة كـ"مدينة دولية للكرمة والنبيذ" يمثّل إنجازًا نوعيًا للبنان، ويُبرز مكانة زحلة كمركز رئيسي لإنتاج النبيذ اللبناني، ويدعم جهود الوزارة في الترويج للمنتجات الزراعية ذات الجودة العالية، وتعزيز الموقع التنافسي للبنان في الأسواق العالمية.

وتُعد المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ المرجع العالمي الأبرز في قضايا النبيذ وصناعة الكرمة، وتضم في عضويتها أكثر من 50 دولة. ويُمنح تصنيف "مدينة دولية للكرمة والنبيذ" للمدن التي تتميز بإرث غني، وإسهامات واضحة في تطوير قطاع النبيذ على المستويين الوطني والدولي.

ويقول مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود :هذا الانجاز هو ثمرة تعاون بين وزارة الزراعة وغرفة التجارة والصناعة والتجارة في زحلة والبقاع وبلدية زحلة السابقة وتبنتها البلدية الجديدة بعد تقديم الملف الى المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ الذي يؤهل ان تكون زحلة مدينة عالمية للكرمة والنبيذ .

تمّ تسجيل 63 معملًا لإنتاج النبيذ في لبنان لدى وزارة الزراعة. نصف هذه المعامل يتركز في مدينة زحلة، إضافة إلى احتلال الكرمة مساحات واسعة من أراضي قضائها الزراعية. وهذا ما يجعل زحلة تحتضن كروم صناعة النبيذ المحلية، كما تحتضن كروم المنتجين من مختلف الأراضي اللبنانية.

هذا الانجاز سيؤدي الى تسويق افضل ليس للنبيذ الزحلي بل للنبيذ في مختلف المناطق اللبنانية والجدوى الاقتصادية لهذا المشروع هو جدوى زراعية ،سياحية تراثية ،سياسية ،فكرية ، اقتصادية ،تصديرية ، ابداعية ،تمتد على مساحة الوطن وتأمين فرص عمل جديدة ،ودعم الصناعات الزراعية وسنقيم مؤتمرا عالميا عن النبيذ في كل لبنان في تشرين الثاني المقبل .

ويضيف لحود :كما لا ننسى ان هذا الانجاز سيؤدي الى زيادة مساحات الكرمة وزيادة الاستهلاك والتصدير وتحسين الانتاج لتقديمه بأفضل صورة .

ان اختيار مدينة عالمية ليس فقط للنبيذ بل لتذوقه ايضا .

اما رئيس المعهد الوطني للكرمة والنبيذ ظافر شاوي فيعتبر ان حصول زحلة على ان تكون مدينة عالمية للكرمة والنبيذ يعود للمدير العام لوزارة الزراعة الذي تقدم بهذا الملف ونال موافقة المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ وهذه الموافقة افرحتنا وافرحت منتجي ومزارعي الكرمة والنبيذ ليس في البقاع فقط بل في كل لبنان ،ولان زحلة تضم اكبر عدد من مصنعي النبيذ ومنتجيه و٧٠ في المئة من مساحة زراعة الكرمة هي في البقاع وخصوصا البقاع الغربي والبقاع الشمالي ..

وقد هنأنا الوزير هاني والمدير عام لويس لحود على هذا العمل الذي قامت به وزارة الزراعة .

واكد ظافر ان تداعيات هذا الانجاز ايجابية اولا على صعيد بلدية زحلة ومحافظة البقاع حيث ستكون النظرة اليهما بعد الانجاز ليس كما قبله ،لان هناك اعترافا دوليا بمدينة عالمية للكرمة والنبيذ سيسوق لمصلحتهما ولمصلحة منتجي ومصدري النبيذ حيث نأمل ان يزيد انتاج النبيذ وان تفتح اسواق جديدة له وان تكون زحلة موطىء قدم للسياح الذين سيقصدونها لتذوق النبيذ البقاعي مع العلم ان سياحا يجوبون العالم من اجل تذوق النبيذ الجيد والطيب وزحلة اصبحت احد هذه المراكز العالمية .

ويؤكد شاوي ان النبيذ اللبناني كان يدور العالم من خلال المعارض التي كان يشارك لها بدعم من وزارة الزراعة ،فكان موجودا في نيويورك وكاليفورنيا ولندن وباريس وبرلين من اجل تسويقه كما قام المعهد الوطني للكرمة والنبيذ بالمشاركة في معارض اخرى .

اما رئيس تجمع صناعيي البقاع نقولا ابو فيصل فركز على المدير العام لوزارة الزراعة في تحقيق هذا الانجاز فيقول :

هذا الرجل الذي لا يُعرَّف بالمنصب بل بالموقف، ولا يُقاس بالسلطة بل بالرسالة. رسالته صامتة لكنها فاعلة، مليئة بالشغف والنزاهة والالتزام. تراه في الحقول وبين المزارعين أكثر مما تراه في المكاتب، حاضرًا بين الناس لا فوقهم، حاملاً همّ الأرض والفلاح، لا كشاهد على معاناتهم بل كشريك في معركتهم من أجل البقاء.

يمثل لحود في اندفاعه ونقائه الإداري صورة نادرة من تاريخنا الحديث ، هو الذي جعل من الوظيفة العامة مشروعًا أخلاقيًا لا ممرًّا للامتيازات ، هكذا هو وطني بلا حساب، ديناميكي بلا ضجيج، متشبّع بروح الخدمة لا بهوس الاستعراضات. في 23 تموز 2025 لم يكن تتويج زحلة "مدينة عالمية للنبيذ" من قبل المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ، لتكون بين عشر مدن في العالم ، مجرد إنجاز إداري، بل إعلان صريح عن نضج مشروع زراعي ، إنساني آمن به لحود منذ سنوات، ورافقه بعرق المزارعين وحبّ الأرض حتى قطاف المجد. وهو تتويج لمسار طويل من الإيمان بالهوية الزراعية اللبنانية.

إن هذا التتويج التاريخي لا يُقاس بالأرقام ولا بالمراسم، بل بالعناقيد والسهول والوجوه المتعبة التي زرعت لتبقى. خلف هذا المجد، اسماء عديدة عملت بصمت وهدوء: وكان لويس لحود ابرزهم ، هو صوت الكرمة، ووجّه زحلة في المحافل، وضمير الزراعة في الدولة. اليوم، ومع دخول زحلة نخب المدن العالمية، نحتفي بتعب الرجال الحقيقيين، ونُكرّم حضورًا رسميًا يشبه الأرض والناس. لويس لحود ليس مجرد مدير عام… بل استثناء لبناني جميل يعكس صورة الوطن كما نحب أن يكون صادقًا، منتجًا، عادلًا وعابقًا برائحة الكرمة والأمل.

جوزف فرح - الديار