حرب أميركا التجارية.. هل تصمد أمامها الهند؟ -- Aug 08 , 2025 11
جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفه المتشدد تجاه الهند، معلنًا وقف أي مفاوضات تجارية معها إلى حين تسوية الخلافات القائمة بشأن الرسوم الجمركية. هذا التصعيد يُهدد بإلحاق أضرار كبيرة بقطاع التصدير الهندي، وسط محاولات من نيودلهي لتقليل التداعيات المحتملة على اقتصادها.
وكانت المرحلة الأولى من الرسوم الجمركية المتبادلة بنسبة 25% قد دخلت حيّز التنفيذ، فيما يُرتقب تفعيل الدفعة الثانية خلال الأسابيع المقبلة. ومع أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكد تمسكه بمصالح المزارعين ورفضه تقديم تنازلات، إلا أن طريق التهدئة يبدو معقدًا.
الهند تصدّر ما قيمته 86.5 مليار دولار سنويًا إلى الولايات المتحدة، تشمل منتجات رئيسية مثل الأدوية والمجوهرات والمنسوجات. وتُشكّل التجارة مع واشنطن ما يقارب 18% من صادراتها الإجمالية، ما يعني أن أي زيادة كبيرة في الرسوم قد تُضعف الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 0.2% و0.4%.
ورغم محاولات تهدئة الجانب الأميركي بتقديم بعض التنازلات، إلا أن موقف ترامب الرافض لاستئناف التفاوض ترك المسؤولين الهنود في موقف حرج، خصوصًا مع تعليق محادثات كانت تُعقد للتوصل إلى اتفاق تجاري شامل، حسب موقع "ذا ويك".
وفي هذا السياق، ترى كبيرة المستشارين الاقتصاديين في بنك الدولة الهندي سوميا كانتي غوش، أن التوصل إلى اتفاق يخدم المصالح المشتركة لا يزال ممكنًا خلال الأسابيع المقبلة.
في موازاة ذلك، تبحث الهند عن بدائل تجارية، حيث أجرى رئيس الوزراء مودي محادثات مع نظيره البرازيلي لولا دا سيلفا، لبحث تعزيز التعاون التجاري. كما تنظر نيودلهي في توسيع علاقاتها الاقتصادية في جنوب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، مستلهمة من تجربة الصين التي أعادت توجيه صادراتها إلى أسواق بديلة عقب فرض واشنطن رسومًا عليها.
على صعيد آخر، لا تزال العلاقة مع موسكو عاملًا حساسًا في المعادلة. فبحسب الباحث في "تشاتام هاوس" تشيتيج باجباي، فإن جهود الهند لتنويع مصادر وارداتها الدفاعية والنفطية بدأت قبل ضغوط ترامب، ما يمنحها هامشًا لتقديم مبادرات متوازنة دون تخلي كامل عن علاقاتها مع روسيا.
ويتوقع مراقبون أن تستغل الهند هذا الظرف لإعادة تقييم موقعها في التوازنات الدولية، خصوصًا علاقتها مع الصين. وقد رحّبت بكين بموقف مودي الرافض للإذعان للضغوط الأميركية، وذلك قبل مشاركته المرتقبة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون.