الأشقر والرامي: صمود القطاع السياحي يعوّض خسائر الحرب والأزمات -- Aug 19 , 2025 3
ربما أدّت التطورات والأحداث المتلاحقة في لبنان إلى تراجع وتأخر بدء الموسم السياحي، لكنها لم تُنهه، لأن لبنان بلد يمتلك كل المقومات السياحية، ولأن شعبه يتمسّك بإرادة الحياة رغم الحروب والمصاعب والأزمات.
ويظهر ذلك جليّاً في حركة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت التي شهدت نشاطاً ملحوظاً خلال شهر تموز الفائت، سواء على صعيد أعداد المسافرين أو في ما يتعلق بالرحلات الجوية لشركات الطيران من لبنان وإليه.
حركة الركاب عبر المطار
ارتفع مجموع الركاب الذين استخدموا المطار في تموز 2025 بنسبة 16,25% ليسجّل 873,095 راكباً، وهو العدد الشهري الأكبر منذ بداية العام. وقد ارتفع عدد الوافدين بنسبة 15,30% ليبلغ 474,273 راكباً (مقابل 411,320 في تموز 2024). أما المغادرون فارتفع عددهم بنسبة 17,49% ليسجّل 398,617 راكباً، في حين تراجع عدد ركاب الترانزيت بنسبة 55,8% إلى 205 ركاب.
وبذلك، بلغ مجموع الركاب عبر المطار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري 3,872,223 راكباً، بزيادة 3,23% عن الفترة نفسها من 2024.
الرحلات الجوية
سجّل المطار 5,990 رحلة في تموز 2025، بزيادة 5,75% عن العام الماضي، بينها 2,997 رحلة وصول و2,993 رحلة إقلاع.
القطاع الفندقي والسياحي
قال رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لـ"الديار"، إن الأحداث الأمنية والسياسية، من الضربات على الضاحية الجنوبية ليلة عيد الأضحى إلى الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية التي استمرت 12 يوماً وأدّت إلى إقفال الأجواء اللبنانية، تسببت بخسارة نحو شهرين من الموسم السياحي. وأشار إلى أن بيروت استعادت عافيتها ابتداءً من 15 تموز، حيث وصلت نسب التشغيل الفندقي إلى 90% و100% في بعض المؤسسات، خصوصاً في العاصمة. أما في المناطق فالنسب تراوحت بين 60% و70%.
وأوضح الأشقر أن الحضور العربي والأجنبي قائم، لا سيما من الإمارات وقطر والكويت والأردن ومصر وسوريا، لكنه لا يقارن بما كان عليه في 2009 و2010 حين استقبل لبنان 200 ألف سائح سعودي. وأكد أن القطاع بحاجة إلى استقرار دائم ليعود إلى خارطة السياحة العالمية بقوة.
المطاعم والمقاهي والمهرجانات
بدوره، اعتبر رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي أن الحركة السياحية شهدت "فورة" خلال عيد الأضحى، مع قدوم سياح من الخليج وعدد كبير من المغتربين. إلا أن الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية والواقع الداخلي حدّا من حضور السياح الأجانب، فاقتصر النشاط على مغتربي الخليج وأفريقيا وأوروبا.
وأضاف أن الحركة في المطاعم خلال أيام الأسبوع تتراوح بين 60% و70%، وترتفع إلى 90% و100% في عطلة نهاية الأسبوع. كما أن المهرجانات والحفلات الضخمة نشّطت السياحة الداخلية. لكنه أسف لأن الموسم قصير بسبب مغادرة المغتربين مع نهاية آب، آملاً أن يحمل ما تبقى من العام انفراجاً سياسياً واقتصادياً يتيح انطلاقة حقيقية للسياحة المستدامة.
أميمة شمس الدين - الديار