البساط في إطلاق مؤتمر Beirut One: ليكن بداية مرحلة جديدة من التعاون والنهوض والثقة المستعادة -- Oct 21 , 2025 15
أطلق وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور عامر بساط ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شارل عربيد، مؤتمر بيروت واحد - "Beirut One"، في احتفال اقيم في مقر المجلس الاقتصادي في وسط بيروت، والذي سيعقد برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في 18 و 19 تشرين الثاني المقبل تحت شعار "Beirut One - الثقة المستعادة"، ويهدف إلى إعادة تحفيز الاستثمار في الاقتصاد اللبناني ويتوزع على مجموعة منصات متخصصة تعالج كل منها قطاعا من القطاعات الحيوية للاقتصاد اللبناني.
حضر الاحتفال، سفراء مصر علاء موسى، ايطاليا فابريتسيو مارتشيللي، إلمانيا كورت جورج شتوكل والاردن وليد الحديد، ونخبة من السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي على رأسهم الملحق التجاري السعودي زايد الأسمري، رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير السابق محمد شقير، نائب رئيس الهيئات الإقتصادية نقولا شماس، نقيب مقاولي الأشغال العامة والبناء اللبنانية المهندس مارون الحلو، رئيس اتحاد المستثمرين اللبنانيين جاك صراف، رئيس تجمع شركات مستوردي النفط مارون شماس، رئيسة جمعية السيدات القياديات مديحة رسلان، نائب رئيس غرفة التجارة نبيل فهد، رئيس غرفة التجارة اللبنانية في شرق شمال البرازيل ناجي فرح، المدير العام للمجلس الإقتصادي الدكتور محمد سيف الدين ونائب رئيس المجلس سعد الدين حميدي صقر وأعضاء المجلس.
استهل الاحتفال بكلمة لعربيد، رحب فيها بالحضور، وقال: "لطالما اجتمعنا هنا حول مائدة فكرة أو مشروع أو حوار، فهذا محور نشاطنا الدائم. لكننا اليوم مع معالي الوزير أمام فكرة أكبر وأكثر إلحاحا لمستقبلنا القريب. ففي بيئة تملؤها الشكوك والمخاوف وأمام بحر من الأسئلة التي تقترب من كل صوب، نلتقي لنفتح على فضاء واسع من الآمال، انطلاقا من نقطة محددة وهي مؤتمر "بيروت وان" وعنوانه العريض: الثقة المستعادة بلبنان".
اضاف: "نقول إنها ثقة مستعادة، لأن الثقة بلبنان هي ثقة باللبنانيين، وهي موزعة عليهم أينما توزعوا، لا يخسرونها جراء أزمة أو حرب أو إختلال في الإستقرار، إنما هي تستتر تحت الدخان أو خلف مشهد طارئ أو تحت رماد حدث عابر.
واليوم، إرادتنا أن نزيل غبار هذه الأحداث، ونعيد بريق الثقة بلبنان، الدولة والمجتمع والإنسان".
واذ سأل: "لكن لماذا الآن؟ وهل هو التوقيت المناسب للحديث عن الإستثمار في لبنان؟"، قال: "السؤال مشروع، وهو يفرض نفسه في ظل حالة فوران إقليمية ساخنة ومولدة للأحداث الدراماتيكية. لكنه أيضا سؤال في جوهره يعبر عن ما يعيشه لبنان والمنطقة: مرحلة إنتقال دقيقة، يتقاطع فيها الإقتصادي بالسياسي، ويتداخل فيها الأمني بالإجتماعي. لكن الإجابة تستمد قوتها من بديهيتها وبساطتها، فالإنتظار لا يولد سوى إستجابة سلبية للأحداث، بينما التحرك في هذه اللحظة يعطي لبنان وشركاءه من المستثمرين أفضلية السبق بخطوة، وقيمة ذلك تتبدى من فكرة واحدة: صحيح أننا على سكة التوازن والاستقرار، لكننا نعرف المستقبل، ومتأكدون من إشراقه في وقت قريب، وهذا يبرر، بل يوجب التحرك الآن. والمخاطر التي يعيشها الإقتصاد اللبناني ليست طارئة، ولكنها أيضا ليست قدرا. ومواجهة المخاطر تتم في خضم العواصف، ولا بعد أن تهدأ. لذلك، فإن هذا المؤتمر يأتي ليؤسس فهما جديدا، عنوانه الإنتقال من إدارة الأزمة إلى صناعة الفرصة وصناعة المستقبل".
واوضح ان "هذا المؤتمر هو منبر عملي لربط النقاش الإقتصادي بالتحرك التنفيذي، ولإعادة بناء الثقة بين الدولة والمستثمر والمجتمع والعالم. فالبلد الذي ينتظر حلولا سياسية وأمنية شاملة قبل أن يخطو إقتصاديا، سيبقى يدور في حلقة مفرغة. أما الذي يشرع في بناء واقعه الإقتصادي والمالي اليوم، فهو الذي يخلق شروط الإستقرار غدا. لهذا، فإن "مؤتمر الثقة المستعادة" لا يتجاهل الوضعين الأمني والسياسي، بل يتعامل معهما بواقعية، ثم إن خلق فرص الإستثمار ليس لاحقا للإستقرار فقط، بل هو أحد عوامله وأسبابه".
وتابع: "نعلم جميعا أن الثقة بلبنان وبإقتصاده تقوم على ركائز أساسية يمثلها اللبنانيون المقيمون والمنتشرون وأشقاء لبنان وأصدقاؤه وشركاؤه. وهؤلاء جميعا سيشكلون الحضور والمضامين في المؤتمر، الذي يصنع في لبنان وبأيدي اللبنانيين وإرادتهم".
واردف: "نحن إذ نطلق هذا المؤتمر لتحفيز الإستثمار، لا ننسى أن مخرجاته ونتائجه المأمولة ستشكل الأجوبة على أسئلة أخرى ملحة مثل إعادة الإعمار، وتعزيز الإستقرار العام. فإعادة الإعمار تبدأ من الثقة. وفي مسارنا نحو تحسين فرص لبنان الإقتصادية، لا بد أن نؤكد مجددا أن الإستثمار يتطلب عودة القطاع المصرفي إلى العمل بفاعلية، وأن الإستثمار من دون إقراض لا يمكن أن ينطلق بطاقته المفيدة إقتصاديا، وأن عملية الإقراض وعودة المصارف إلى النشاط تحتاج إلى تصحيح بنية القطاع من خلال إعادة الهيكلة، وتحقيق حل عادل ومنصف وسريع للودائع يعيد كامل الحقوق إلى أصحابها".
اضاف: "كما سيطرح سؤال جوهري: أي اقتصاد نريد أن نعيد بناءه؟ هل نكتفي بترميم القديم، أم نؤسس لجيل جديد من الإقتصاد القائم على المعرفة والإنتاج والتصدير والإبداع؟"، وقال: "سيؤكد المؤتمر أن الطريق إلى الإستقرار الإقتصادي يمر عبر الثقة والإصلاح، لا عبر انتظار التسويات. وهو مسار يبنيه الداخل بالشراكة مع العالم، بوعي أن الإقتصاد القوي هو الذي يصون الأمن، ويعيد التوازن السياسي، ويمنح الإستقرار معنى قابلا للإستمرار".
وختم قائلا: "نلتقي اليوم لنؤسس لحظة فارقة من عمر لبنان ينتقل فيها إلى صناعة الحلول الكبرى لمستقبله، نريد لهذه المحطة أن تكون نقطة بداية كبرى ومفصلية. أهلا بكم في هذا المسار، أهلا بكم في بيروت وان".
شقير
ثم القى شقير كلمة استهلها بتحية للوزير بساط وعربيد، "للجهود الكبيرة التي يبذلانها ولإصرارهما على إنجاح هذا المؤتمر الهام جدا في توقيته وفي مضمونه"، وقال: "إن هذا الجهد الذي يبذل اليوم، يأتي في سياق مرحلة جديدة وعهد جديد وحكومة جديدة، وهو يشكل جزءا أساسيا من رؤيتنا ومشروعنا في الهيئات الاقتصادية، كونه يشكل منصة مناسبة لبلورة إستراتيجية وطنية حديثة للاستثمار في لبنان. من المهم جدا ألا ننتظر، بل أن تنطلق هذه الفعاليات من الآن، وأن يساهم الجميع في إنجاحها، لأن في ذلك مصلحة مشتركة للدولة والشعب والاقتصاد. فالإستثمار هو الطريق الوحيد نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة".
اضاف: "نتطلع أن يشكل مؤتمر بيروت 1 مناسبة لإطلاق هوية لبنان الاستثمارية الجديدة، التي تحدد الفرص والمشاريع المستهدفة وتبرز القطاعات الواعدة، وتعرض سبل تحفيز الاستثمار وجذب اللبنانيين المغتربين والمستثمرين العرب والأجانب. نريد هوية استثمارية جديدة للبنان، متطورة ومعاصرة وحديثة، تتضمن إعلانا واضحا وصريحا بأنه لا فيتوهات بعد اليوم على الخصخصة أو الشراكة أو أي من النماذج الحديثة التي تتيح إدارة المرافق العامة بالشراكة مع القطاع الخاص اللبناني. من هنا، كلنا ثقة بأن مؤتمر بيروت 1 سيشكل بداية الطريق نحو مستقبل أفضل، يقوم على شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص".
وختم داعيا الجميع، "خصوصا زملائي في القطاع الخاص، إلى المشاركة الفاعلة في مؤتمر بيروت 1، لإنجاح هذا الحدث الوطني الاقتصادي الهام".
بساط
والقى الوزير بساط كلمة، رحب فيها بالحضور، وقال: "أهلا وسهلا بكم في هذا اللقاء الذي نعلن من خلاله انطلاق مؤتمر Beirut One. بداية، أود أن أعبر عن امتناني لكل من ساهم في التحضير لهذا الحدث الوطني، وأتوجه بشكل خاص بالشكر إلى شريكي في هذا المؤتمر شارل عربيد، ودعم الهيئات الاقتصادية الممثلة بالسيد محمد شقير. كما أرحب بالسفراء الكرام والوزراء والزملاء من مختلف القطاعات، وبجميع الحضور من لبنان والخارج".
اضاف: "اسمحوا لي أن أبدأ بالإجابة على الأسئلة التي قد تدور في أذهان الكثيرين.
1-ما هو مؤتمر Beirut One؟
هو مؤتمر استثماري رفيع المستوى سيجمع العشرات من المستثمرين بعد سنوات من الغياب بسبب الأزمات المتتالية، ويهدف إلى الإشارة إلى أن الاقتصاد اللبناني دخل في مرحلة جديدة.
2- ما هي الرسالة التي يريد المؤتمر إيصالها؟
الرسالة واضحة: لبنان ليس بلد أزمات ودوران في حلقة مفرغة، بل بلد فرص واستثمارات مربحة. نريد أن نغير السردية عن لبنان - من سردية العجز والتراجع إلى سردية المبادرة والفرص. لبنان هو بلد الطاقة البشرية والمواهب والابتكار. وكل ما نحتاجه هو بيئة إصلاحية تفتح الأبواب أمام هذه الطاقات لتتحول إلى مشاريع إنتاجية حقيقية.
3- هل من المبكر عقد مؤتمر استثماري في ظل الظروف الحالية؟