الخط البحري بين جونيه ولارنكا قريبا... اليكم التفاصيل -- Oct 31 , 2025 34
تحت شعارٍ يختصر الحلم: "مرفأ جونية السياحيّ… بحرٌ من الفرص"، أعيد افتتاح هذا المرفق العام في ايلول الماضي ، وأضيء حوضه مجدّدًا على خارطة المرافئ السياحيّة المعتمدة على البحر الأبيض المتوسّط. املا في اعادة وصل الخط البحري بين مرفأ جونيه ومرفأ لارنكا الا ان هذا لم يتحقق حيث توقع وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني ان يتم تشغيل الخط البحري بين جونيه ولارنكا في نيسان المقبل بعد ان بات جاهزا من الناحتين اللوجستية والفنية.
وعزا رسامني اسباب التأخير الى طبيعة الملاحة البحرية والظروف المناخية والحركة السياحية في فصل الشتاء.
*ما السبب وراء عدم تشغيل الخطّ البحري بين جونيه ولارنكا حتى الآن، رغم الإعلان عن افتتاحه قبل أكثر من شهرين؟
- الخطّ البحري بين جونيه ولارنكا بات جاهزًا من الناحية اللوجستية والفنية، وقد استكملنا كل التحضيرات اللازمة بعد إعادة تأهيل مرفأ جونيه وتجهيزه وفق المعايير الدولية لاستقبال البواخر السياحية. إلّا أنّ التشغيل الفعلي لم يبدأ بعد، وذلك لأسبابٍ موسمية بحتة تتعلّق بطبيعة الملاحة البحرية وحركة السياحة في فصل الشتاء.
فمن المعروف أنّ الخطوط البحرية السياحية تتأثّر مباشرةً بالظروف المناخية وبمعدّل الطلب على السفر، ومع نهاية الموسم الصيفي وبداية العواصف البحرية، يصبح من الصعب ضمان انتظام الرحلات واستدامتها. كما أنّ الكلفة التشغيلية العالية لمثل هذه الرحلات تتطلّب حدًّا أدنى من الحركة والركّاب، وهو ما لا يتوافر خلال الشتاء.
من هنا، نتوقّع أن ينطلق التشغيل المنتظم مع بداية الموسم السياحي المقبل في الربيع، أي اعتبارًا من نيسان المقبل، حين تكون الظروف الجوية والاقتصادية مؤاتية. وبطبيعة الحال، نحن نتابع هذا الملف بالتنسيق مع السلطات القبرصية والجهات اللبنانية المعنية، لضمان انطلاقةٍ ناجحة ومستدامة تخدم السياحة اللبنانية وتعزّز موقع مرفأ جونيه على خارطة الملاحة في شرق المتوسّط.
*ما الهدف من إعادة افتتاح مرفأ جونيه في أيلول الماضي، وما الذي تحقق حتى اليوم بعد هذه الخطوة؟
- إعادة افتتاح مرفأ جونيه في أيلول شكّلت محطّة وطنيّة وسياحيّة مهمّة بعد أكثر من ثلاثين عامًا من الإقفال والتهميش. كان المرفأ في وضعٍ إنشائي ولوجستي متردٍ لا يسمح باستقبال أي نوعٍ من البواخر، لذلك أطلقنا مشروع إعادة تأهيلٍ شامل امتدّ على مدى ثمانية أشهر، شمل البنى التحتية من المداخل والأرصفة إلى الإنارة والتجهيزات والخدمات المرافقة، ليصبح اليوم مؤهّلًا تمامًا لاستقبال البواخر السياحية الصغيرة والمتوسطة ضمن أعلى معايير السلامة الدولية.
وفي 9 أيلول 2025، أصبح مرفأ جونيه رسميا في الخدمة التشغيلية الكاملة، بعد نيله شهادة الامتثال لـ ISPS Code (International Ship and Port Facility Security Code)، ما يعني أنّه بات مصنّفا كمرفأ آمن ومعتمد دوليا، وقادرا على استقبال سفن الركّاب والبواخر السياحية الآتية من أي مرفأ أوروبي دون أي قيود أمنية أو تنظيمية. وهذا التطوّر النوعي يُعيد لبنان رسميًا إلى خارطة الملاحة السياحية في شرق المتوسّط وأوروبا.
الهدف من إعادة الافتتاح لم يكن رمزيا فحسب، بل استراتيجيا، لإدماج جونيه مجددا في شبكة المرافئ السياحية الفاعلة ، وتنشيط الحركة الاقتصادية في الساحل الأوسط من لبنان. فالمرفأ يشكّل رئةً اقتصادية وسياحية لمنطقة كسروان وجبيل والمتن، ويُتوقّع أن يُعيد الحياة إلى الفنادق والمطاعم والأنشطة التجارية المحيطة، وأن يُسهم في تعزيز مكانة لبنان كوجهة سياحية بحرية منافسة.
في الوقت الراهن، نعمل على استكمال الإجراءات التنظيمية والإدارية الخاصة بالتشغيل التجاري المنتظم بالتعاون مع الإدارات اللبنانية والسلطات الدولية المعنية، تحضيرا لانطلاق الموسم البحري المقبل في الربيع. وقد أبدت عدة شركات لبنانية ودولية، من بينها "سان جورج ماريتايم" ووكالات سفر بحرية أخرى، رغبتها بتنظيم رحلاتٍ سياحية من وإلى المرفأ فور انطلاق الموسم.
وبذلك يمكن القول إنّ إعادة افتتاح مرفأ جونيه لم تكن نهاية مرحلة بل بداية فصل جديد في تاريخ المرافئ اللبنانية، فصلٍ يعيد لبنان إلى دوره الطبيعي كبوّابة سياحية مفتوحة على أوروبا وشرق المتوسّط، والموسم المقبل سيكون الدليل العملي على نجاح هذا المسار.
جوزف فرح - الديار
