كيف تستثمر مليون دولار؟ -- Dec 08 , 2025 70
يواجه المستثمرون الذين يدرسون كيفية استثمار مليون دولار اليوم، مزيجاً من تغيّر سياسات البنوك المركزية والمخاطر الجيوسياسية.
ومع ذلك، يرى الاستراتيجيون أن الطريق إلى الأمام أكثر وضوحاً مما يبدو: الاستمرار في الاستثمار، والحفاظ على التنويع، والتركيز على المواضيع الهيكلية مثل الإنفاق الصناعي والسندات عالية الجودة.
وسألت CNBC، مستثمرين مخضرمين عن كيفية تخصيص هذا المبلغ، حيث قدموا نصائح للمستثمرين بحسب مستويات المخاطر المختلفة.
المستثمرون متوسّطو المخاطر يمكنهم الاعتماد على محافظ متعددة الأصول
للمستثمرين المتوازنين، توصي Citi Wealth بالحفاظ على المحافظ مستثمرة بالكامل، مستندةً إلى بيئة أرباح قوية ودورة نفقات رأسمالية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
وقال لوي تشي مينغ، رئيس الاستشارات الاستثمارية لآسيا الجنوبية: «لعميل يمتلك ملف مخاطر متوسط ويسعى لتحقيق توازن بين المخاطرة والعائد، نوصي بمحفظة متنوعة متعددة الأصول».
وبالنسبة لمحفظة بقيمة مليون دولار، يقترح تخصيص نحو 60% للأسهم، و37% للسندات، و2% للسلع مثل الذهب كوسيلة تحوط، و1% نقداً.
يميل توزيع الأسهم في Citi نحو الشركات الأميركية الكبيرة. من أصل 60% المخصصة للأسهم، يُستثمر 38% في شركات أميركية كبيرة، و13% في أسواق متقدمة خارج الولايات المتحدة، و9% في الأسواق الناشئة، مع زيادة طفيفة في أوروبا والصين مع توسع التدفقات المالية خارج أميركا.
وأشار لوي تشي مينغ إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل «أهم اتجاه هيكلي للنمو في عصرنا»، رغم المخاوف من التقييمات المرتفعة. ويتوقع أن تدعم «ثورة إنتاجية الذكاء الاصطناعي» وتحوّل السياسة النقدية العوائد، مع التنويه بمخاطر الأسعار المرتفعة.
وقال كريس فاشيانو، كبير استراتيجيي السوق في Commonwealth Financial Network، إنه يستخدم إطار 60-40 ويرى إمكانية زيادة التركيز على الأسهم الأميركية، خصوصاً أسهم النمو الكبيرة، مع التأكيد على أهمية التنويع. وأضاف: «بعد عدة سنوات من الأداء المتفوق… حان الوقت الآن لإعادة هيكلة المحافظ لتحقيق مزيد من التنوع».
وأشارت التوجهات الدولية إلى أن الأسهم العالمية قد تبدأ أخيراً في اكتساب الزخم، مع اهتمام بأسواق رخيصة مع محفزات واضحة، مثل دورة إعادة تسليح أوروبا والإنفاق على البنية التحتية.
للمستثمرين العدوانيين: المزيد من الأسهم، المزيد من الذكاء الاصطناعي
قال لوي تشي مينغ إن المستثمرين ذوي القدرة على تحمل مخاطر أعلى يمكنهم الاحتفاظ بنسب أكبر من الأسهم والموضوعات الاستثمارية، مع التركيز على أكبر مواضيع النمو قناعة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وقد ينظرون في المنتجات المنظمة أو الأسواق الخاصة لتعزيز العوائد.
وأضاف ديفيد جي. ديتزه، كبير استراتيجيي الاستثمار في Dietze Wealth Management، أن المستثمرين ذوي المخاطرة العالية جداً «يمكنهم بسهولة تبرير زيادة التعرض للأسهم، حتى 100%».
وأكدت نانسي كيرتين، كبيرة مسؤولي الاستثمار في AlTi Global، أن العملاء الأكثر ثراءً غالباً ما يمتلكون نسباً أكبر في الأصول البديلة. وقدمت إطاراً مرناً للتخصيص: 40% أسهم، 30% سندات، 20% ائتمان خاص، و10% نقداً. وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيقود دورة ابتكار طويلة الأمد، مع توقعات بأن أسواق الابتكار تميل للبقاء فترة أطول وتحافظ على تقييمات مرتفعة. وشجعت على توسيع التعرض للذكاء الاصطناعي خارج الشركات الكبرى ليشمل القطاعات الصناعية والرعاية الصحية واللوجستيات والأسواق الناشئة.
وأكدت كيرتين أن الائتمان الخاص يظل تخصيصاً أساسياً يقدم علاوة جذابة مقارنة بالائتمان العام، مع ضرورة اختيار مديري استثمارات بعناية نظراً لمخاطر إعادة الهيكلة المتزايدة. كما أوصت بالاحتفاظ بنسبة 5% نقداً للسيولة، وإضافة 5% ذهب وحوالي 1% بيتكوين (للعملاء الشباب) كتحوط ضد تيسير الديون والتضخم.
المستثمرون المحافظون: السندات والأرباح والاستقرار
تميل المحافظ المحافظة إلى التركيز على الدخل والجودة. وتوصي Citi بأن يحتفظ العملاء المحافظون بنسبة أكبر من الدخل الثابت، إلى جانب أسهم ذات توزيعات أرباح قوية وميزانيات متينة وأرباح مستقرة.
وشدد ديتزه على ضرورة الالتزام بالسندات عالية الجودة بدلاً من السندات عالية المخاطر، مع اختيار آجال أقل من خمس سنوات لتقليل حساسية المعدلات، ويفضل السندات البلدية المعفاة ضريبياً للمستثمرين الأميركيين الخاضعين للضرائب. وأضاف أن النقد يوفر «السيولة الفورية وأفضل وسيلة لمواجهة التقلبات». ويُفضل تخصيص 70% أسهم، 25% سندات، و5% نقداً.
وعلى صعيد القطاعات، لفت ديتزه إلى فرص قيمة في قطاع الطاقة، حيث تُسعر الشركات عند مستويات منخفضة نسبياً بينما يركز المستثمرون على الطاقة النووية والكهرباء مع تراجع أسعار الوقود الأحفوري. ومع ذلك، يرى أن انخفاض أسعار الفائدة سيدعم النشاط الاقتصادي واستهلاك الطاقة.
وحذر من مخاطر الركود وتقلب التعرفات الجمركية، لكنه شدد على ضرورة عدم المبالغة في رد الفعل تجاه تغيّرات السياسات والبقاء مستثمراً: «قد ترتفع الأسهم خلال الركود إذا تحسنت الظروف لاحقاً نتيجة السياسات الحكومية التحفيزية».