هل تصريحات ترمب عن الاقتصاد الأميركي مضللة؟ إليك الحقيقة

هل تصريحات ترمب عن الاقتصاد الأميركي مضللة؟ إليك الحقيقة -- Mar 06 , 2025 48

المصدر:
بلومبرغ
تحدث الرئيس دونالد ترمب أمس الأول أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي لاستعراض رؤيته لفترة ولايته الثانية، التي لم يمض عليها سوى 6 أسابيع وشهدت بالفعل اضطرابات في القوى العاملة الفيدرالية، وتدهور العلاقات مع الحلفاء، واندلاع حرب تجارية.

يتمتع ترمب بفرصة كبيرة لتمرير أجندته التي تشمل فرض الرسوم الجمركية ومنح تخفيضات ضريبية وتقليص الإنفاق، وذلك بفضل سيطرة حزبه على غرفتي الكونغرس الأميركي، الأمر الذي يأتي في وقت لا يحظى فيه الديمقراطيون بتأثير ملموس ومنقسمون حول استراتيجيتهم. فرضت إدارته أمس الأول رسوماً 25% على الواردات من المكسيك وكندا، بالإضافة إلى رسوم جديدة 10% على الصين، وهي زيادة جديدة بعد عملية رفع مشابهة طُبقت قبل شهر.

نستعرض فيما يلي أبرز تصريحات الرئيس الأميركي في الشأن الاقتصادي والتي أدلى بها خلال خطابه، مع التحقق من صحتها ووضعها في سياقها الصحيح.

ترمب: "جو بايدن سمح بخروج أسعار البيض عن السيطرة.. ونحن نعمل بجد لإعادته إلى الانخفاض".

يحتاج هذا إلى توضيح السياق. صحيح أن تكلفة البيض ارتفعت خلال فترة الرئيس الديمقراطي السابق وأصبحت رمزاً لارتفاع الأسعار وأسعار الفائدة وغيرها من الأزمات الاقتصادية، لكن السبب الرئيسي وراء ذلك يعود إلى تفشي إنفلونزا الطيور.

جرى إعدام ملايين الطيور منذ ديسمبر الماضي، بعدما ضرب الوباء مزارع إنتاج البيض في ولايات مثل أيوا وكاليفورنيا ونورث كارولاينا، ما دفع متاجر البقالة إلى فرض قيود على الكميات المسموح بشرائها، كما رفعت المطاعم من أسعارها. ووفق مؤشر الأسعار القياسي الصادر عن خدمة "إكسبانا" (Expana) لرصد الأسعار، بلغ سعر الدستة من البيض الأبيض الكبير في الولايات المتحدة الأميركية مستوى قياسياً تجاوز 8 دولارات في فبراير الماضي، مقارنة بـ2.97 دولار قبل عام.

 

هذا التصريح مغلوط. كان إجمالي الزيادة في أسعار المستهلكين خلال فترة بايدن أعلى مما سجله أي رئيس آخر خلال الأربعين عاماً الماضية، لكنه ليس الأعلى في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.

كما أن سياسات ترمب -بما في ذلك ضخ 3.5 تريليون دولار في شكل شيكات تحفيزية ومساعدات أخرى لمواجهة الوباء- إلى جانب مشكلات سلاسل التوريد عندما عاود الاقتصاد الأميركي الانتعاش، لعبت دوراً رئيسياً في وصول التضخم في الولايات المتحدة على أساس سنوي إلى أعلى مستوى خلال 40 عاماً مسجلاً 9.1% خلال يونيو 2022، قبل أن ينخفض إلى 2.7% خلال نوفمبر الماضي، عندما انتُخب ترمب، ثم بلغ 3% في يناير المنصرم.

ترمب: "سنحقق إيرادات بمليارات ومليارات الدولارات ونخلق وظائف لم يسبق لنا رؤيتها من قبل". (يقصد خططه المتعلقة بالرسوم الجمركية)

يحتاج هذا التعليق لتوضيح السياق. صحيح أن الرسوم الجمركية تولد إيرادات للولايات المتحدة الأميركية، لكن الصين وغيرها من الدول الأجنبية لا تدفعها، إذ يتحمل مستوردو البضائع الأميركيون تكلفة هذه الرسوم، ما يعني في النهاية أن الشركات والمستهلكين الأميركيين هم من يدفعون الثمن من خلال ارتفاع الأسعار.

خلصت دراسة أكاديمية تعود لـ2019 إلى أن المستهلكين والشركات الأميركية تحملوا معظم تكاليف الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب خلال ولايته الرئاسية الأولى، وأنه بعد احتساب تداعيات الإجراءات الانتقامية، كان المزارعون والعمال في القطاعات الصناعية -وهم من بين الفئات التي دعمت ترمب في 2016- أكبر المتضررين من الحروب التجارية.

أقرأ أيضاَ

بريطانيا تسعى لاتفاق تجاري مع ترامب لتجنب الرسوم الجمركية الأميركيّة

أقرأ أيضاَ

سلسلة مطاعم شهيرة تتقدم بطلب لحمايتها من الإفلاس