مع اضطراب الأسواق.. شبح فقاعة "الدوت كوم" يلوح في الأفق -- Mar 24 , 2025 69
قبل 25 عامًا، شهد العالم واحدة من أكثر الفقاعات الاقتصادية إثارة للجدل في التاريخ الحديث وهي فقاعة "الدوت كوم". بين عامي 1995 و2000، ارتفعت أسعار أسهم شركات التكنولوجيا بشكل جنوني، مدفوعة بحماسة المستثمرين تجاه الإنترنت الذي كان يعد بثورة غير مسبوقة. لكن الحلم تحول إلى كابوس عندما انفجرت الفقاعة، مخلفة خسائر تقدر بتريليونات الدولارات.
اليوم، يعيش العالم موجة جديدة من الحماسة الاستثمارية، ولكن هذه المرة مع الذكاء الاصطناعي، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 72%، وأضاف سوق الأسهم أكثر من 22 تريليون دولار إلى قيمته السوقية. لكن مع بدء ظهور علامات التصحيح، يتساءل الكثيرون: هل نحن على وشك رؤية فقاعة جديدة؟
وفيما يلي أوجه التشابة بين الذكاء الاصطناعي والدوت كوم بحسب تقرير لوكالة "بلومبرغ" اطلعت عليه "العربية Business".
1- الحماسة المفرطة:
في التسعينيات، كانت الشركات تضيف ".com" إلى أسمائها فقط لجذب المستثمرين، حتى لو لم تكن لديها خطط عمل واضحة. اليوم، أصبحت كلمة "الذكاء الاصطناعي" شعارًا جذابًا للعديد من الشركات، مما يثير مخاوف من تضخيم القيم السوقية بشكل مبالغ فيه.
2- الارتفاعات القياسية:
في مارس/آذار 2000، وصل مؤشر "ناسداك 100" إلى ذروته قبل أن ينهار بنسبة 80% خلال العامين التاليين. اليوم، يشهد المؤشر تصحيحًا بنسبة 10%، مما يذكرنا بالمسار الذي سلكته فقاعة "الدوت كوم".
3- الاستثمارات الضخمة:
خلال فقاعة الدوت كوم، تم ضخ مليارات الدولارات في شركات ناشئة غير مربحة. اليوم، تستثمر شركات مثل "ألفابت" و"مايكروسوفت" و"ميتا" مئات المليارات في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، حتى لو كان ذلك على حساب هوامش الربح.
أوجه الاختلاف: لماذا قد يكون الوضع مختلفًا هذه المرة؟
1- الربحية والقوة المالية:
على عكس شركات الدوت كوم التي كانت تعتمد على المضاربة، فإن عمالقة التكنولوجيا اليوم مثل "أبل" و"انفيديا" و"أمازون" من بين أكثر الشركات ربحية واستقرارًا في العالم.
2- التأثير التحويلي:
بينما كان الإنترنت تقنية ثورية، يعتبر الذكاء الاصطناعي أكثر تحولًا، حيث يمكنه إعادة تشكيل كل شيء من الرعاية الصحية إلى النقل والتعليم.
3- الاستثمارات المدروسة:
على الرغم من الحماسة، فإن الاستثمارات الحالية في الذكاء الاصطناعي مدعومة بتطبيقات عملية وقدرات تكنولوجية متقدمة، مقارنة بالاستثمارات المضاربة في التسعينيات.
4- دروس من الماضي
يقول ستيف كيس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة " AOL": "كان الإنترنت فكرة كبيرة، لكن الكثير من الاستثمارات كانت مبنية على الحماسة وليس على أساسيات قوية."
ويضيف دارون أسيموغلو، الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل: "كانت هناك ضجة كبيرة حول الإنترنت قبل أن يكون هناك نموذج عمل واضح. هذا ما أدى إلى الطفرة ثم الانفجار."
على الرغم من الاختلافات، فإن المخاطر لا تزال قائمة. قد تكون أكبر الفائزين من الذكاء الاصطناعي شركات لم تظهر بعد، كما حدث مع الإنترنت. تقول جولي وينرايت، الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة" Pets.com": "كل الابتكار جاء من شركات صغيرة. هذا قد يحدث مرة أخرى."
وختاماً، يعد الذكاء الاصطناعي بثورة قد تغير العالم، لكن التاريخ يعلمنا أن الحماسة المفرطة يمكن أن تؤدي إلى خيبات أمل كبيرة. وعلى الرغم من أن الظروف الحالية تختلف عن فقاعة الدوت كوم، فإن الحذر مطلوب لتجنب تكرار أخطاء الماضي.
العربية