تسريبات عن إقالة باول تهز الأسواق وتدفع مؤشر الخوف لأعلى مستوى في 3 أسابيع -- Jul 17 , 2025 7
قلص ما يسمى بمؤشر الخوف "VIX" في وول ستريت مكاسبه، الأربعاء، بعد أن قلل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من شأن التقارير والتسريبات التي تُشير إلى نيته إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
وارتفع مؤشر الخوف إلى أعلى مستوى في 3 أسابيع.
وتداول مؤشر التقلب في بورصة شيكاغو التجارية، الذي يتتبع رهانات المستثمرين على تقلبات الأسهم خلال الثلاثين يومًا القادمة، مؤخرًا عند 18.01 بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له عند 19.48 في وقت سابق من جلسة الأربعاء.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض، يوم الأربعاء، ردًا على أسئلة حول إقالة باول: "لا نخطط للقيام بأي شيء. نحن قلقون للغاية". وأضاف: "إنه يؤدي عمله بشكل سيئ، لكنني لا أتحدث عن ذلك. لحسن الحظ، سنتمكن من إحداث تغيير خلال الأشهر الثمانية المقبلة تقريبًا".
"تحدثت معهم عن فكرة إقالته، وسألتهم: ما رأيكم؟ تقريباً جميعهم قالوا إن عليّ القيام بذلك، لكنني أكثر تحفظاً منهم"، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" واطلعت عليه "العربية Business".
وكان ترامب قد عبّر مراراً خلال السنوات الماضية عن انزعاجه من سياسات باول، لكنه لم يُقدم على إقالته. وتزايد غضب ترامب في الأشهر الأخيرة، خصوصاً بسبب ما اعتبره تباطؤاً من باول في خفض أسعار الفائدة. ويطالب ترامب بخفض الفائدة بمقدار 3 نقاط مئوية لتقليل تكاليف اقتراض الحكومة، في حين يبلغ المعدل الحالي نحو 4.3%.
وكمحور ضغط إضافي، انتقد البيت الأبيض مشروع تجديد مكاتب الاحتياطي الفيدرالي التاريخية، بما في ذلك مبنى مهجور اشترته المؤسسة قبل سبع سنوات. وأشار ترامب إلى أن كلفة المشروع البالغة 2.5 مليار دولار مبالغ فيها.
ويقول الاحتياطي الفيدرالي إن تجاوز التكاليف جاء نتيجة ظروف إنشائية غير متوقعة، مثل وجود كميات أكبر من الأسبستوس، وتلوث التربة، وارتفاع منسوب المياه الجوفية.
وتبرز هذه الاتهامات أهمية قانونية في ظل القيود المفروضة على سلطة الرئيس بعزل مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. إذ تشير أحكام المحكمة العليا الأخيرة إلى أن العزل لا يمكن أن يتم على خلفية خلاف في السياسات، بل فقط "لأسباب قانونية"، مثل الإهمال الجسيم أو ارتكاب مخالفات.
وفي السياق، كشف ترامب أنه يفكر في ترشيح كيفن هاسيت، أحد أقرب مستشاريه الاقتصاديين، لخلافة باول. كما انتقد الرئيس السابق جو بايدن لإعادة تعيين باول، رغم أن ترامب هو من عيّنه أول مرة خلال ولايته الأولى.
أما وزير الخزانة سكوت بيسنت، فأكد في تصريحات إعلامية أن الإدارة لا تخطط لإقالة باول، لكنها بدأت البحث عن بديل له بعد انتهاء ولايته في مايو المقبل. وأضاف أن ترامب يفضّل ألا يواصل باول عضويته في مجلس الاحتياطي بعد مغادرة منصبه كرئيس.
وكان باول قد أبدى سابقاً استعداده لمقاومة أي محاولة لإقالته، واتخذ خطوات قانونية تحسّباً لذلك عندما هدد ترامب بعزله قبل ست سنوات.
ويرى خبراء اقتصاديون أن خضوع البنك المركزي لتأثير سياسي مباشر قد يؤدي على المدى الطويل إلى زعزعة الثقة في الاقتصاد، وهروب رؤوس الأموال، وتقلبات مالية أكبر.
ورغم أنه من الطبيعي أن ينتقد الرؤساء سياسات الفائدة التي يعتمدها "الفيدرالي"، فإن محاولات إقالة رئيسه قبل انتهاء ولايته تظل نادرة للغاية. ومن أبرز السوابق، ما حدث في عام 1979 حين نقل الرئيس جيمي كارتر رئيس الفيدرالي آنذاك، وليام ميلر، إلى وزارة الخزانة، وعيّن مكانه بول فولكر، رئيس فرع نيويورك للبنك المركزي في ذلك الوقت.