فيتنام تقتحم سباق الرقائق العالمي.. هل تسبق واشنطن وبكين؟ -- Jul 29 , 2025 9
في خضم التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، برزت فيتنام كمفاجأة في مشهد صناعة أشباه الموصلات، بعد أن أصبحت وجهة مفضلة لعمالقة التكنولوجيا الباحثين عن بدائل موثوقة للإنتاج خارج الصين.
وبحسب تقرير نشره موقع Rest of World، فإن تصاعد القيود الجمركية التي فرضتها واشنطن منذ إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب دفع العديد من الشركات إلى التوسع في فيتنام، ما أدى إلى قفزة بنسبة 20% في الطلب على منتجات شركات محلية مثل "فاب-9"، التي تُشارك حاليًا في معارض دولية لتسويق حلولها التكنولوجية.
استراتيجية وطنية طموحة
تسعى فيتنام لأن تصبح مركزًا إقليميًا لتصميم وتصنيع الرقائق الإلكترونية، وقد أعلنت خطة وطنية تهدف إلى:
• إنشاء أول مصنع محلي للرقائق.
• تأسيس 100 شركة تصميم و10 مصانع تغليف بحلول عام 2030.
• دعم الابتكار من خلال مختبرات مثل VSAP Lab، باستثمار يصل إلى 72 مليون دولار وقدرة إنتاج تبلغ 10 ملايين منتج سنويًا.
وتستفيد البلاد من عودة مهندسين فيتناميين عملوا سابقًا لدى عمالقة مثل TSMC وسامسونغ وSynopsys، حيث أسس بعضهم شركات محلية تسهم في تصميم وتغليف الرقائق.
ورغم هذا التقدم، تُحذر تجارب سابقة، أبرزها تجربة ماليزيا، من التحديات المرتبطة ببناء صناعة رقائق محلية مكتملة. ويؤكد الخبراء أن النجاح يتطلب:
• إصلاحات في التعليم والبحث العلمي.
• تمويل متقدم للشركات الناشئة.
• شراكات استراتيجية طويلة الأمد.
اختارت الحكومة مدينة دا نانغ الساحلية لإنشاء أول منطقة تجارة حرة، تحوّلت سريعًا إلى مركز تكنولوجي يضم اليوم 23 شركة تصميم، بعد أن كان العدد لا يتجاوز تسع شركات.
كما توسعت شركات مثل Vietnam Wafer وFPT في تطوير البنية التحتية لإنتاج المواد الخام وتجميع واختبار الرقائق، في مسعى لتحويل فيتنام من مصنع تجميع إلى مركز تصنيع متكامل عالي التقنية.
وقال بيرت أروكان، رئيس شركة "فاب-9":
"يشبه الأمر وادي السيليكون قبل 60 عامًا… نحن في بداية التحوّل، لكنه واعد جدًا".
وفي ظل استمرار النزاع التكنولوجي بين واشنطن وبكين، تبدو فيتنام أمام فرصة تاريخية لإثبات حضورها في واحدة من أهم الصناعات الاستراتيجية في العالم.
(العربية)