شبكات سمسرة وبونات بنزين… النافعة تتحول إلى بؤرة ابتزاز منظم -- Aug 15 , 2025 79
تفشّى الفساد في النافعة منذ بدء الأزمة حتّى الآن. فقد تناولت ملفات فساد عدّة موظفين وسماسرة، التي من خلالها يُكلّف المواطن مبلغًا إضافيًا مقابل حجز موعد لتسجيل مركبته، مقابل "بونات بنزين" . هذه الممارسات أضرت بثقة المواطنين بالإدارة وعمّقت إحساس الظلم والإهمال.
ورغم التحديات، هناك جهود لتحقيق الإصلاح الإداري والمكافحة الفعلية للفساد. من هذه المحاولات:
- تطوير وسائل مكافحة الفساد، بما في ذلك فتح تحقيقات قضائية وتوقيفات لأشخاص متّهمين، وتوظيف ضابط متخصص للتحقيقات داخل فريق العمل.
- إطلاق المكننة وإدارة المواعيد إلكترونيًا، لتفادي الوساطة وتحسين تنظيم المعاملات، إضافة إلى إعادة تنظيم العمل وتوزيع المواعيد .
- إعلان الإدارة الجديدة عن استعدادها لقبول أي شكوى فساد جديّة، والعمل على استبدال الموظفين المشتبه في فسادهم .
لذلك، تواجه النافعة أزمات مركّبة تشمل انهيارًا إداريًا وماليًا، تراكمًا في المعاملات، فسادًا واضحًا، وتراجعًا في الثقة بالمرفق. وصحيح أنّ جهود الإصلاح بدأت، لكنها تحتاج إلى استمرارية، دعم قانوني، موارد مالية، ومتابعة شعبية حقيقية لإعادة هذا المرفق الحيوي إلى مساره الصحيح.
دفاتر السوق والسيارات.. أزمة تتجدّد من دون حلول
تعود إلى الواجهة أزمة نقص دفاتر السوق ودفاتر السيارات، وهي مشكلة قديمة لكن تبعاتها اليوم بدأت تعرقل بشكلٍ مباشرٍ عمليات بيع وشراء المركبات، ما يترك المواطنين أمام جمود قانوني يقيّد حركتهم.
ورغم قرار الهيئة بإصدار استمارات بديلة، فإنّ هذا الإجراء لم يُستكمل بإصدار تعميم رسمي إلى الكتّاب العدل لاعتمادها، ما جعل هذه الوثائق فاقدة الشرعية القانونية في معظم المعاملات، وحوّلها إلى عائق بدلاً من أن تكون حلاً.
أمّا علاقة "النافعة" بشركة Liban Post، فاستمرت لفترةٍ بعد انهيار العملة الوطنية باستقبال طلبات المواطنين – خاصة تلك المتعلقة بتجديد دفاتر السوق – من دون أن تُنجزها. أدى هذا الإهمال إلى ضياع مستندات رسمية وإنفاق المواطنين لمبالغ إضافية لاستخراج بدائل.
حالياً، تُجرى اجتماعات بين الطرفين لإعادة تفعيل التعاون عبر توقيع بروتوكول جديد. لكن المفاجأة كانت في طرح رئيس المصلحة العميد نزيه قبرصلي إلزام المواطنين باستخدام Liban Post لإنجاز المعاملات، حتى لو كانوا قادرين على إتمامها شخصيًا، ما يُثير تساؤلات حول تحميل الناس أعباء مالية إضافية دون مبرر إداري واضح.
وفي حديثه للدّيار، يقول نقيب السائقين بسام طليس، "كلّما أرادت الشركات الخاصّة تنفيذ مشروعٍ بمساعدة الدّولة، ترفضه الأخيرة تحت حجّة "لا نقدر". وما يحصل في النافعة شبيه بذلك. ففي كلّ مرّة تحاول النافعة الصمود، يأتي ما لم يكن في الحسبان.
ويسأل مستغربًا:" كيف يمكننا أن نشهد حوالى الـ100 ألف دفتر في يومٍ واحدٍ، وفي اليوم التالي نعاني من نقصٍ حادٍ في الدفاتر؟ هذه كلّها حجج مسؤولة عنها الدّولة".
ولفت إلى أنّ "الدولة هي المسؤولة عمّا يحصل وآمالنا معلّقة عليها لحلّ أزمات النافعة التي تتجدّد في كلّ مرّة أردنا النهوض".
على مرّ السّنوات، عانت النافعة من شبكات فساد من داخل الإدارة وخارجها. وعام 2022 و2023، تم الكشف عن ملفات فساد تورط فيها موظفون كبار في النافعة، ما أدى إلى توقيف عدد منهم، وبنتيجة ذلك فإن بعض المراكز اصبحت غير قادرة على العمل. واليوم نشهد الظاهرة نفسها، فإلى متى سنبقى متكتمين عن هذه المواضيع؟ ومتى ستُحلّ هذه الأزمة؟
مارينا عندس - الديار