تعاون سعودي جنوب أفريقي في صناعة السيارات لمواجهة تحديات الرسوم العالمية -- Sep 11 , 2025 38
قال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف لـ"الاقتصادية"، إن التحديات المرتبطة بالرسوم الجمركية والسياسات التجارية العالمية فتحت المجال أمام تعاون سعودي وجنوب أفريقي في قطاعات استراتيجية، وعلى رأسها صناعة السيارات.
الخريف أكد على هامش أعمال الدورة العاشرة من اللجنة السعودية الجنوب أفريقية المشتركة في الرياض، أن السعودية تمتلك قطاع سيارات ناشئ يحتاج إلى قاعدة متكاملة من سلاسل الإمداد، بينما تمتلك جنوب أفريقيا قدرات صناعية متقدمة يمكن أن تدعم هذا التوجه.
اللجنة السعودية الجنوب أفريقية المشتركة، ناقشت التحديات المرتبطة بالرسوم الجمركية والسياسات التجارية العالمية، خاصة تلك التي اتخذتها الولايات المتحدة وأثرت بصورة مباشرة على الاستثمارات، والصادرات، وربحية الشركات، إضافة إلى الطاقات الإنتاجية لعدد من الدول، بحسب الخريف.
يشار إلى أن الصادرات السعودية غير النفطية إلى جنوب أفريقيا بلغت 2.3 مليار ريال خلال العام الماضي 2024، مقابل 3.38 مليار ريال لصادرات جنوب أفريقيا إلى المملكة، ما يعكس ديناميكية الحركة الاقتصادية ويفتح المجال لمزيد من التنويع في حجم ومجالات التبادل التجاري.
وزير الصناعة بين أن "قطاع التعدين في جنوب أفريقيا يعد من بين الأقدم والأكثر نضجا في العالم، ونحن حريصون على الاستفادة من تجاربه ونقل خبراته، وسنفتح المجال لشراكات في خدمات التعدين التي نحتاجها فضلا عن دراسة الفرص في الصناعات التحويلية المرتبطة بالتعدين".
أشار إلى أن عددا من القطاعات المستهدفة مثل صناعة السيارات، الطاقة المتجددة، التقنيات الحديثة، والأدوية، تمثل أرضية واسعة للتعاون، نركز على إيجاد الفرص المناسبة التي تحفز القطاع الخاص في البلدين للعمل على مشاريع مشتركة تعود بالنفع المتبادل".
وقال إن الجانب السعودي ترأسه وزارة الصناعة والثروة المعدنية، إلا أن المشاركة شملت طيفا واسعا من الوزارات والهيئات. وقال: “اليوم شارك معنا نحو 25 جهة سعودية في الاجتماعات، وكل منها قدم مقترحات وفرصاً عملية للتعاون مع نظرائها في جنوب أفريقيا، وهو ما يعكس حجم الاهتمام والطموح المشترك".
الخريف دعا إلى بناء شراكات أوسع تشمل نقل المعرفة وتطوير المهارات والابتكار التكنولوجي، مستندا إلى برامج رؤية 2030، وموقعها الجغرافي، ومؤكدا أن الشراكة بين الرياض وبريتوريا قادرة على قيادة مسارات جديدة للنمو المستدام وحماية البيئة.
تعميق الشراكة الاستراتيجية
بين وزير التجارة والصناعة والمنافسة الجنوب أفريقي باركس تاو، أن انعقاد الدورة العاشرة للجنة السعودية الجنوب أفريقية المشتركة يمثل محطة مهمة لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وبريتوريا، مؤكدا أن بلاده ترى في هذا الاجتماع فرصة لتوسيع آفاق التعاون مع المملكة في مجالات التجارة والاستثمار، والتعليم، والثقافة، والتقنية. وأوضح أن جنوب أفريقيا تتطلع إلى البناء على النجاحات السابقة بما يتيح فتح مسارات جديدة للتعاون الإقليمي والدولي مع السعودية.
الوزير الجنوب أفريقي أشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزا على دفع التعاون العملي في قطاعات حيوية، بما يعزز المصالح المشتركة ويواكب التحولات الاقتصادية والتنموية التي يشهدها البلدان.
يذكر أن العلاقات بين البلدين تشهد نموا متسارعا تقوده استثمارات سعودية استراتيجية في جنوب أفريقيا، من أبرزها مشروعات أكوا باور المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، التي تشمل محطة بوكبورت لإنتاج الكهرباء بتقنية الطاقة الشمسية المركزة في مقاطعة كيب الشمالية، إضافة إلى مشروعات أخرى للطاقة الشمسية والهجينة.
تواصل شركة سابك دورها كشريك تجاري طويل الأمد بجنوب أفريقيا من خلال وجود فعلي عبر مراكز المبيعات والتخزين والتوزيع في مدينة ديربان، فضلا عن مكاتب مبيعات في كيب تاون، ما يعزز حضورها الإقليمي ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون في قطاع الصناعات البتروكيماوية.
الاقتصادية