الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني: شراكة استراتيجية تعيد رسم خريطة التنمية في آسيا -- Oct 06 , 2025 2
أعلنت باكستان والصين رسمياً انطلاق المرحلة الثانية من مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)، الذي يُعدّ أحد أهم مشروعات مبادرة الحزام والطريق وأكبر استثمار صيني في جنوب آسيا، في خطوة وُصفت بأنها "تحول تاريخي" في مسار التعاون بين البلدين.
وجاء الإعلان عقب الاجتماع الرابع عشر للجنة التعاون المشتركة بين الجانبين في بكين، الذي اختُتم الأسبوع الماضي، وأفضى إلى اتفاق على نشر خطة محدثة طويلة الأمد خلال 90 يوماً، تُوائم بين خطط التنمية الخمسية الباكستانية والممرات الخمسة التي تشكّل الإطار العام للمرحلة الجديدة.
وقال وزير التخطيط والتنمية الباكستاني، أحسن إقبال، إن العقد المقبل من المشروع سيُحدث "تحولاً جذرياً في الاقتصاد الباكستاني"، مؤكداً أن المرحلة الثانية ستركّز على التصنيع والزراعة والتكنولوجيا الخضراء، إلى جانب تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وتشمل المرحلة الثانية خمسة ممرات رئيسية: ممر النمو، وممر سبل العيش، وممر الابتكار، والممر الأخضر، وممر الانفتاح الإقليمي، وجميعها تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة ترتكز على الإنسان لا على البنى التحتية وحدها.
وتعتزم الحكومة الباكستانية، بحسب إقبال، إعادة تطوير طريق "كاراكورام" السريع وإطلاق العمل على مشروع سكة حديد ML-1، الذي سيُحدث نقلة نوعية في قطاع النقل البري والسككي، إضافة إلى إنشاء ممر معدني في بلوشستان لربط ميناء غوادر بالمناطق الشمالية الغنية بالمعادن.
وتشير صحيفة "باكستان أوبزرفر" إلى أن المرحلة الثانية ستشهد تحولاً من المشروعات الحكومية إلى الشراكات الاستثمارية بين الشركات، بعد أن شاركت نحو 800 شركة باكستانية وصينية في مؤتمر الأعمال المشترك الأخير، ووقّعت اتفاقيات ومذكرات تفاهم تجاوزت 8.5 مليارات دولار.
وخلال المرحلة الأولى من المشروع، تم تنفيذ 43 مشروعاً بقيمة 25 مليار دولار، بينها 17 مشروعاً للطاقة أضافت 8800 ميغاوات إلى الشبكة الوطنية، إضافة إلى 888 كيلومتراً من الطرق السريعة وميناء غوادر الذي حوّل باكستان إلى مركز لوجستي إقليمي.
ويرى الخبير الاقتصادي شاكيل راماي أن الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني "أنقذ باكستان من أزمة طاقة كادت تشلّ اقتصادها"، موضحاً أن المرحلة الثانية ستُركّز على التصنيع الزراعي وخلق فرص العمل وتقليل الفقر.
أما الباحث في مركز الدراسات
الصينية الباكستانية أسد الله خان، فيؤكد أن الشراكة بين البلدين "بلغت مرحلة النضج"، وأن المرحلة الجديدة "ستقود باكستان نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار".
وأضاف خان أن "هذه ليست مجرد مشاريع بنية تحتية، بل مشروع حضاري وتنموي طويل الأمد يربط جنوب آسيا بالاقتصاد العالمي"، مؤكداً أن "CPEC" بات نموذجاً للتنمية الإقليمية المشتركة.
(الجزيرة)