تجارة "بزاق الشتاء" تزدهر في المناطق اللبنانية.. والأسعار تنافسية -- Oct 13 , 2025 9
لم يعدم اللبناني وسائل العيش وكسب الخير والانتاج المربح، فوجد في الحلزون او ما يعرف بـ «البزاق» مصدرا للرزق، على رغم ان هكذا موسم لا يطول وقته كثيرا، وتكمن الاستفادة منه حسبما يجمعه «ابن المهنة» في جني أكبر عدد ممكن في أيام الموسم القليلة.
وقد شكل سقوط المطر في اليومين الماضيين، فرصة سانحة لخروج البزاق من باطن الأرض. وكان المريدون والمنتظرون بشغف لحلول الوقت المناسب لملاقاة الموسم على أهبة الاستعداد، مع اول «شتوة» كبيرة تحصل عادة، اذ يخرج الحلزون إلى سطح الارض مجموعات وافرادا، ويكون الصيادون له بالمرصاد.
تزامنا، انتشرت عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي صور على صفحات مخصصة لعرض وبيع البزاق لفت مناطق لبنان، وان كان الانتشار الاوسع حصل في المدن الساحلية حيث المتساقطات كانت أكثر من المناطق الجبلية، والموزعة بين الجنوب وبيروت والشمال وساحل جبل لبنان.
ازدهار الموسم عكسه العرض والطلب، بوجود اشخاص باتوا متخصصين في مهنة تجارة البزاق ولهم زبائنهم الخاصين والمنتشرين على مستوى المناطق والمحافظات. وبين عمشيت وجبيل ومغدوشة وصور تتفاوت الاسعار حينا وتتقارب حينا آخر، وذلك على حسب الكميات المطلوبة.
شربل جرجس من ترتج ومقيم في عمشيت يبيع الكيلوغرام الواحد بـ 600 الف ليرة أي 6.7 دولارات، وقال لـ «الأنباء»: «اذا كانت الكمية المطلوبة كبيرة فمن الممكن التساهل بالسعر على نحو أقل بقليل، لكن العرض هو ليومين أو ثلاثة فقط (المدة التي ينتهي فيها الموسم)».
اما بالنسبة إلى «البزاق المغدوشي» (نسبة إلى بلدة مغدوشة في شرق صيدا) فأكد «المعلم سميح» بدوره ان «البزاق الأبيض من الحبة الكبيرة والمرتبة كثيرا يباع الكيلوغرام الواحد منه بحوالي 650 الف ليرة، أي 7.2 دولارات، ومن الممكن التوصية بالزبون، خصوصا اذا جاء للشراء من مناطق بعيدة».
ارتفاع الاسعار بلغ أرقاما في ساحل جبيل حيث يعرض سامي بضاعته محددا سعر الكيلوغرام الواحد من البزاق الأبيض ذات الحبة الكبيرة بـ 750 الف ليرة، أي 8.3 دولارات، وقد لا يتجاوز عدد حبات الكيلوغرام الواحد الـ 40 حبة. ويقول «بضاعتنا مميزة، ولا نجمع البزاق «كيف ما كان»، بل الحبة لدينا نظيفة ومرتبة وغيرنا يصطفل».
لتسويق البزاق في السوق اللبناني فنونه وأساليبه المختلفة التي لا تغيب عن بال المتخصصين في عملية البيع. وبينما يقوم بعض التجار بعرض المحاصيل من التجميع عن الأرض، بطريقة التكديس العشوائي أو بواسطة صناديق بلاستيكية تقليدية، ثمة من يعرض صور البضاعة مع صور الأطباق الشهية، بعد الطهي وإضافة المقبلات إلى طاولة الغذاء.
«الست هناء» او كما يعرف عنها بـ «سيدة المطبخ الجنوبي»، أشارت إلى طرق عدة لطهي البزاق. فبعد صيامه 40 يوما على الاقل وغسله وتنظيفه، يتم طبخه بواسطة القلي بالزبدة في الفرن لمدة معينة، ويؤكل مع البطاطا المقلية والتراطور (طحينة وحامض ومياه وثوم وملح)، ومنهم من يفضله مطبوخا مباشرة مثل أكلة «شيش برك»، وهناك من يأكله بطرق عدة.
وأضافت «المهم بالنسبة الينا، هو ان موسم البزاق من المواسم الغذائية المهمة عندنا وننتظره سنويا، لما له من فوائد غذائية لجسم الانسان وأكله لذيذ وشهي. ومع أول شتوة وسقوط المطر، نصبح كعائلة في الحقول ووسط الاعشاب لتجميع البزاق، لأن الموسم سريع جدا. ومثلنا يفعل كثيرون، حيث نتسابق على الامكنة التي نجمع فيها البزاق أكثر من أمكنة أخرى».
الجدير ذكره ان تجارة البزاق نشطت على نحو كبير وباتت من أهم الزراعات التي يقوم لبنان بتصديرها إلى الخارج سنويا. وفي العام 2016 صدر لبنان ما يقارب 300 طن إلى إيطاليا. وأصبحت هناك مزارع مخصصة لتربية البزاق في عكار والبقاع، في حين تنشط شتاء فقط في مناطق أخرى مثل الجنوب وغيره خلال فصل الشتاء، بعد تجميعها من الحقوق إثر هطول الأمطار.
عامر زين الدين - الانباء