سكان هذه الدولة يشترون ذهباً بقيمة 11 مليار دولار في 5 أيام -- Oct 27 , 2025 767
داخل الأزقة الضيقة لسوق "زافيري بازار" العريق في مومباي، تكدس الهنود هذا العام لشراء الذهب في أول أيام مهرجان "ديوالي"، لكن المفاجأة كانت في نوعية المشتريات والتي شهدت تحولاً من المجوهرات إلى السبائك والعملات الذهبية.
بحسب ما كشفه "ماهفير كوثاري"، أحد كبار تجار المعادن الثمينة في السوق، فإن الإقبال كان غير مسبوق على الذهب كأداة استثمارية، وليس كمجرد زينة. وأكدت كبرى الهيئات التجارية في قطاع المجوهرات بالهند، أن أكثر من 40 طناً من الذهب تم بيعها في يوم واحد فقط، وهو 19 أكتوبر، الذي يصادف بداية ديوالي، وفقاً لما نقلته شبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية Business".
ووفقاً لتقديرات رابطة تجار الذهب والمجوهرات في الهند (IBJA) والمجلس الوطني للمجوهرات (GJC)، فإن قيمة الذهب المباع خلال أيام المهرجان الخمسة تراوحت بين 700 مليار روبية (8 مليارات دولار) وتريليون روبية (11 مليار دولار).
تحول في سلوك المستهلكين
وحذر الرئيس التنفيذي لسلسلة "تانيشق" الشهيرة أجاي تشاولا من نفاد مخزون العملات والسبائك الذهبية بسبب الطلب المتزايد. أما الأمين العام لـ"IBJA" سوريندرا ميهتا، فأشار إلى أن هذا التحول في سلوك المستهلكين لم يكن مألوفاً قبل سنوات، حيث كان واحد فقط من كل 10 مشترين يفضل الذهب الخام على المجوهرات. لكنه أكد أن مبيعات المجوهرات تراجعت هذا الموسم بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي.
الاندفاع نحو الذهب لم يكن عشوائياً، بل مدفوعاً بعوائد استثمارية مغرية. فقد ارتفع سعر الذهب بنسبة 66% حتى منتصف أكتوبر، قبل أن يتراجع قليلاً ليستقر عند ارتفاع بنسبة 55% حتى يوم الإثنين الماضي. وفي وقت سابق من الشهر، تجاوز سعر الأونصة حاجز 4,000 دولار، وسط توقعات بأن يصل إلى 5,000 دولار بحلول عام 2026.
وتحافظ الهند، ثاني أكبر مستهلك للذهب عالمياً بعد الصين، على وتيرة شراء ثابتة مدفوعة بعوامل تقليدية مرتبطة بالمواسم الدينية وحفلات الزفاف، التي تمتد من أكتوبر حتى منتصف يناير، ثم من أبريل إلى مايو.
ومع اتجاه البنوك المركزية حول العالم لزيادة مشترياتها من الذهب، ارتفعت الأسعار، ما دفع المستثمرين الأفراد في الهند إلى اقتناص الفرصة خوفاً من تفويت المكاسب.
البنوك المركزية تغير قواعد اللعبة
كشف تقرير صادر عن "غولدمان ساكس" في 30 سبتمبر، أن البنوك المركزية، خصوصاً في الأسواق الناشئة، ضاعفت وتيرة شراء الذهب 5 مرات منذ عام 2022، بعد تجميد احتياطيات روسيا من العملات الأجنبية إثر غزوها لأوكرانيا. التقرير وصف هذا التحول بأنه "تغيير هيكلي في سلوك إدارة الاحتياطيات"، ولا يتوقع له أن يتراجع قريباً.
ويرى الخبراء أن الذهب لم يعد مجرد سلعة استهلاكية، بل أصبح أصلاً استثمارياً رئيسياً. وأوضح رئيس قسم السلع والعملات في "كوتاك سيكيوريتيز" أنينديا بانيرجي أن ارتفاع الأسعار لم يثن الهنود عن الشراء، بل زاد من إقبالهم على الذهب كتحوط ضد تقلبات السوق.
ورغم ارتفاع الأسعار، فإن حجم المبيعات خلال أيام ديوالي لم يتراجع سوى بنسبة 5% مقارنة بالعام الماضي، بحسب "راجيش روكدي"، رئيس مجلس "GJC".
ثروة ذهبية في بيوت الهنود
بينما قدّر تقرير صادر عن "مورغان ستانلي" في 9 أكتوبر ثروة الأسر الهندية المحتفظة بالذهب بنحو 3.8 تريليون دولار، أي ما يعادل 88.8% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يمنح الاقتصاد الهندي "أثراً إيجابياً للثروة"، بحسب التقرير.
وقال الشريك في شركة "ألفا كابيتال" لإدارة الثروات موكيش جيندال إن الذهب يشكل تحوطاً جيداً ضد ضعف الروبية أو تراجع سوق الأسهم، مشيراً إلى أن عملاءه يستثمرون في الذهب عبر السبائك والعملات وصناديق المؤشرات وحتى الذهب الرقمي.
وفي سبتمبر، ارتفعت التدفقات إلى صناديق الذهب المتداولة (ETFs) بنسبة 600% مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 83.63 مليار روبية، وفقاً لبيانات رابطة صناديق الاستثمار الهندية.
كم يجب أن تستثمر في الذهب؟
ينصح جيندال بتخصيص 5% إلى 10% من المحفظة الاستثمارية للذهب، وهي نسبة لا تزال محافظة مقارنة بنصيحة الملياردير "راي داليو"، مؤسس "بريدج ووتر أسوشيتس"، الذي دعا إلى تخصيص 15% من المحفظة للذهب
العربية