من دون شكّ أو مبالغة... مجاعات وأزمات عطش تهدّد لبنان

من دون شكّ أو مبالغة... مجاعات وأزمات عطش تهدّد لبنان -- Nov 10 , 2025 8

من أبرز ما يُخشى منه في لبنان مستقبلاً، إذا استمرّ الجمود السياسي والاقتصادي والأمني على حاله، هو أن نصل الى الجوع والعطش بكل ما للكلمة من معنى.

 التعثّر السياسي والأمني

فالدعم الذي تقدمه الدول الخارجية أو بعض الصناديق المالية الدولية للبلدان المتعثّرة على مستوى برامج الغذاء، أو الحماية الاجتماعية، وحالات الطوارىء... ليست مجانية أو إنسانية بالكامل، وهو ما أثبتته التجربة في أكثر من حالة ومكان، ومنها في لبنان، حيث مات آلاف الناس في بلدنا بعد عام 2021 بسبب التعثّر الذي شهده القطاع الطبي على المستويَيْن الاستشفائي والدوائي. ورغم ذلك، بقيَت كل أنواع المساعدات الطبية محجوبة عن لبنان، خصوصاً بين عامَي 2021 و2022، لأسباب تتعلّق بالسياسة اللبنانية آنذاك.

وانطلاقاً ممّا سبق، لا شيء يمنع أن تتعثّر كل أنواع المساعدات والقروض التي يحتاجها بلدنا في مجالات كثيرة مستقبلاً، لا سيما في مجالات التطوير الزراعي، وتحسين الواقع المائي... إذا استمرّ التعثّر السياسي والأمني الحالي فيه على حاله، وهو ما يُنذر بإمكانية حدوث مجاعات وأزمات عطش... مستقبلاً، من دون أدنى شكّ أو مبالغة.

السلاح...

اعتبر مصدر مُتابِع لمختلف الملفات المحلية أن "كل شيء ممكن في لبنان، بما فيها احتمالات الوصول الى الجوع والعطش. فالتطورات المُتسارِعَة التي تحصل في المنطقة، والتي لا تعرف السلطة اللبنانية كيفية الاستفادة منها، والتعقيد المحلّي الكبير الذي نراه، يؤكد لنا أن كل شيء ممكن".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الضغط المالي أخطر من العسكري. فاندلاع حرب في مكان معيّن مثلاً، يسمح للناس بأن لا يعودوا إليه، وبأن ينتقلوا الى آخر. ولكننا في لبنان اليوم ضمن ضغط مالي وعسكري، وهو ما يأخذنا الى مكان صعب جداً، لا يسمح بالتعامل معه بسهولة".

وختم:"يتمحور الضغط على لبنان الآن حول ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها، وبسط سلطتها على كامل أراضيها. وأما الحديث عن إصلاحات، فهو واجهة لموضوع السلاح لا أكثر. فالمطالبة الدولية لحكومات لبنان المُتعاقِبَة بإجراء إصلاحات، قديمة جداً، فيما لم تلتزم الدولة اللبنانية بشيء، ولم تنفّذ ولا حتى خطوة إصلاحية نافعة واحدة. ورغم ذلك، كان العالم يغضّ نظره، لأنه يدرك جيّداً الطريقة التي تُدار فيها الأمور لدينا. ولكن وصلت الأمور الى حدّها في موضوع السلاح الآن، وهو ما يفرض ضغوطاً شديدة على الدولة في لبنان".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

أقرأ أيضاَ

مناقشة مساعدة لبنان في الانضمام إلى اتفاقية "Mercosur".. وإنجاج زيارة البرازيل

أقرأ أيضاَ

"الريجي": انتهاء تسلّم المحاصيل في الجنوب والشمال