مؤسس شيبوتل ستيف إيلز يدخل نادي المليارديرات

مؤسس شيبوتل ستيف إيلز يدخل نادي المليارديرات -- Mar 31 , 2025 18

في عام 1993، افتتح ستيف إيلز أول فرع لمطعمه "شيبوتل" في متجر آيس كريم سابق بالقرب من جامعة دنفر. والآن، بعد ثلاثة عقود وثورة في عالم المطاعم السريعة الراقية، أصبح أول ملياردير بفضل البوريتو.

 

الطريق إلى نادي المليار

 

تقدر فوربس أن إيلز، الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي لـ"شيبوتل" حتى عام 2018 ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي حتى 2020، يمتلك ثروة تبلغ مليار دولار، مما يجعله واحدًا من 288 اسمًا جديدًا على قائمة مليارديرات العالم لهذا العام، والتي ستُنشر الثلاثاء المقبل. وربما يكون هو الأغرب من بينهم جميعًا.

 

وفي العام الماضي، قدم 130 ألف موظف في "شيبوتل" أطباق الدجاج والستيك و"البارباكوا" بقيمة 11.3 مليار دولار عبر 3700 فرع حول العالم، مما جعل "شيبوتل" ثالث أكثر سلاسل المطاعم قيمة على مستوى العالم، بقيمة سوقية بلغت 68 مليار دولار، متجاوزًا جميع المنافسين باستثناء "ماكدونالدز" و"ستاربكس".

 

ورغم ذلك، فإن إيلز، البالغ من العمر 59 عامًا، وهو طاهٍ مدرّب كلاسيكيًا، كان أكثر ميلًا للحديث عن "مصدر" مكونات طعامه بدلاً من أرباح مطاعمه، كما أنه اتخذ بعض القرارات الشخصية التي بدت وكأنها ستبعده عن قائمة المليارديرات تمامًا.

 

استثمار ماكدونالدز

 

وبدءًا من عام 1998، بدأ إيلز في بيع حصص كبيرة من "شيبوتل" إلى "ماكدونالدز" مقابل دعمها في توسيع المطعم من 16 فرعًا إلى ما يقرب من 500 فرع.

 

وعندما طُرحت الشركة للاكتتاب العام في 2006، كانت "ماكدونالدز"، وليس المؤسس والرئيس التنفيذي إيلز، هي من حصدت معظم العوائد.

 

وامتلكت "ماكدونالدز" 91% من "شيبوتل"، الذي تجاوزت قيمته مليار دولار في يومه الأول من التداول، بينما لم يمتلك إيلز سوى أقل من 4%، وهي حصة لم تتجاوز قيمتها 44 مليون دولار في ذلك الوقت.

 

ثم بدأ إيلز بسرعة في بيع ما تبقى لديه من أسهم، واستمر في البيع حتى مع ارتفاع سعر السهم بشكل هائل خلال العقد التالي. وبحلول عام 2014، ارتفع سهم "شيبوتل" بنسبة 1400% منذ الاكتتاب، ومع ذلك، تقلصت حصة إيلز إلى 1% فقط، مما دفع فوربس إلى التصريح آنذاك بأن إيلز "ليس مليارديرًا، وربما لن يكون أبدًا".

 

لكن "شيبوتل" واصل نجاحه، متجاوزًا 1000 فرع في عام 2010، ثم 2000 فرع بحلول عام 2016. في هذه الأثناء، حصل إيلز على دفعة كبيرة من خطة تعويضات "شيبوتل"، التي تضمنت حزمة رواتب تنفيذية منحته، إلى جانب مدراء آخرين، كميات ضخمة من الأسهم مع ارتفاع سعر السهم.

 

وعندما غادر إيلز مجلس الإدارة في 2020، كان قد جمع ما يقدر بنحو 300 مليون دولار (قبل الضرائب) من جميع مبيعاته، بينما احتفظ بحوالي 1% من أسهم "شيبوتل"، والتي كانت تقدر قيمتها بحوالي 170 مليون دولار آنذاك.

 

ومع ارتفاع سعر سهم "شيبوتل" بنسبة 250% إضافية في السنوات التي تلت ذلك، إلى جانب العوائد الاستثمارية المحتملة وسط ازدهار الأسواق، وصل إيلز أخيرًا إلى قائمة مليارديرات العالم، بعد أكثر من ثلاثة عقود من افتتاحه لمطعمه الأول، ورغم بيعه لأسهمه في أوقات مبكرة ثم مشاهدته لسعرها يرتفع بعد ذلك. وقد رفض إيلز التعليق على تقديرات فوربس بشأن ثروته.

 

حلم الطهي الراقي

 

ولم يكن إيلز يخطط في الأصل لأن يصبح ثريًا من تحضير البوريتو، وأطباق الأرز والسلطات للجماهير. فقد وُلد في ولاية إنديانا، ونشأ في كولورادو، وهو ابن لمدير تنفيذي في صناعة الأدوية.

 

وحصل إيلز على شهادة في تاريخ الفن من جامعة كولورادو بولدر، ثم درس في معهد الطهي الأميركي قبل أن ينتقل إلى سان فرانسيسكو، حيث عمل طاهٍ مساعدًا في مطعم "ستارز" الشهير.

 

واستوحى إيلز فكرته من مطاعم "التاكو" في المدينة، وعاد إلى دنفر بأمل افتتاح مطعم "تاكيريا" خاص به، ولكن فقط لاستخدام أرباحه في تمويل حلمه الحقيقي: إنشاء مطعم فاخر.

 

وافتتح إيلز أول مطعم "شيبوتل" في عام 1993، باسم غريب، وقائمة طعام محدودة، وطريقة تقديم غير مألوفة، وأسعار مرتفعة. وفي وقت كانت مطاعم "تاكو بيل" تبيع البوريتو بـ 59 سنتًا، كان إيلز يطلب أكثر من 4 دولارات.

 

وقال إيلز خلال ظهوره في حدث نظمته صحيفة "وول ستريت جورنال" في يونيو/حزيران الماضي: "كان العملاء يدخلون، يلقون نظرة سريعة، ثم يديرون رؤوسهم ويغادرون. لم يفهموا الفكرة". لكن مزيج "شيبوتل" الذي جمع بين الجودة العالية والطعام المُعد بسرعة المطاعم السريعة، بدأ يلقى رواجًا، فتخلى إيلز عن حلمه في المطاعم الفاخرة، وافتتح الفرع الثاني في عام 1995، والثالث في 1996.

 

التوسع والتمويل

 

وبحلول عام 1998، كان لديه 16 فرعًا. لكنه احتاج إلى تمويل إضافي لمواصلة التوسع. وقال والده، بوب إيلز، في مقابلة مع "بلومبرغ" عام 2015: “أرسلنا خطة العمل إلى 13 شركة رأسمال مخاطر أو مؤسسة استثمارية متخصصة في قطاع المطاعم، وتم رفضنا من قبل الجميع".

 

لكن "ماكدونالدز"، التي كانت في خضم حملة استحواذات، قررت الاستثمار. وسرعان ما أصبحت تمتلك الحصة الأكبر في "شيبوتل"، بينما استمر إيلز في إدارته، مُصرًا على استخدام مكونات طازجة تُعد في الموقع.

 

وعندما قررت "ماكدونالدز" التركيز على أعمالها الأساسية بعد سنوات قليلة، قامت بطرح "شيبوتل" للاكتتاب العام في يناير/كانون الثاني 2006، وباعت حصتها البالغة 91% بالكامل خلال الأشهر التسعة التالية، عندما بلغت قيمة الشركة حوالي 2 مليار دولار. (تلك الحصة كانت ستبلغ قيمتها اليوم 62 مليار دولار).

 

وارتفعت مبيعات "شيبوتل" من 823 مليون دولار في عام 2006 إلى 4.5 مليار دولار في عام 2017، حيث توسعت السلسلة في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا. لكن، بعد سلسلة من تفشيات الأمراض المنقولة عبر الغذاء، تم استبدال إيلز كرئيس تنفيذي في عام 2018 بـ براين نيكول، الذي قاد عملية تحول أعادت أسهم "شيبوتل" إلى مستويات غير مسبوقة. وظل إيلز رئيسًا تنفيذيًا لمجلس الإدارة حتى 2020، عندما استقال وغادر الشركة تمامًا.

 

ويُعرف إيلز بتحفظه، وقد اشترى عدة عقارات في مانهاتن، بما في ذلك منزل في "غرينتش فيلدج" بقيمة 30 مليون دولار في عام 2021، ثم باعه بعد ثمانية أشهر محققًا ربحًا قدره 5 ملايين دولار.

 

والآن، يحاول إيلز بناء "مطعم المستقبل". في العام الماضي، أطلق "كيرنل"، وهي فكرة مطعم نباتي بالكامل يعتمد على الروبوتات لتحضير الطعام. لكن تلك القائمة لم تلقَ نجاحًا، لذا انتقل الآن إلى "كاونتر سيرفيس"، وهي فكرة مطعم شطائر افتتح متجره الأول في مانهاتن، على أمل أن يجد النجاح الذي حققه مع "شيبوتل".

 

وعندما قال له الصحفي في "وول ستريت جورنال" في يوليو/تموز: "لقد أنشأت أشياء كبيرة من الصفر". فقاطعه إيلز سريعًا: "لقد أنشأت شيئًا كبيرًا. سنرى إن كان بإمكاننا التوسع".

 

أقرأ أيضاَ

إيلون ماسك في الطليعة.. هؤلاء هم أغنى 5 رجال في العالم

أقرأ أيضاَ

ادخار المال من الصفر.. 5 نصائح تساعدك على الانطلاق