25 مليون دولار للاستشفاء... «لا تُغني من جوع» -- Oct 13 , 2025 16
في زحمة انشغال الحكومة بـ «القضايا الكبرى»، ووسط ضياعها في زواريب السياسة، تمرّ البنود المتعلقة بحياة المواطنين ويومياتهم «مصادفة». ويظهر عدم الاهتمام هذا ليس فقط في عدم التركيز على القضايا المعيشية، وإنما عبر الاعتمادات الضئيلة التي ترصدها الحكومة لتلبية احتياجات اللبنانيين، ولا سيما الفئات الهشّة منهم.
ومن أوضح الأمثلة، البند الذي مرّ في الجلسة ما قبل الأخيرة، والذي يتعلق بطلب وزارة الصحة الموافقة على مشروع مرسوم يوزّع الاعتماد المخصص للاستشفاء في المستشفيات الخاصة والحكومية.
بغضّ النظر عن كيفية مرور البند، إلّا أنه... قطع. وهو المهم، في ظلّ حاجة الوزارة إلى ما يسنُد موازنة الاستشفاء، التي تبلغ 245 مليون دولار. والمبلغ الذي يرصده المرسوم «إضافة عليها، أي إنه اعتماد إضافي من احتياطي الموازنة»، وفقاً لوزير الصحة ركان ناصر الدين.
الاعتماد الذي أُقرَّ قيمته 25 مليون دولار، ويُقسَّم بين عقود استشفائية ومصاريف أخرى، منها الملفات الطبية التي ترمي الوزارة لإقفالها نهائياً.
بحسب ناصر الدين، سيُصرف جزءٌ من الاعتماد على عقود ستبرم مع 10 مستشفيات خاصة، على أن تُحدَّد المبالغ لكل عقد استناداً إلى عدد المستفيدين، ووفقاً للاختصاص (غسيل كلى، أمراض سرطانية...). أما المبلغ المتبقي، فسيُصرف على الأعمال الطبية الجديدة التي باشرت الوزارة بتغطيتها، ولا سيما عمليات زرع الكلى ونقي العظم، إضافةً إلى الحملات التوعوية الخاصة بسرطان الثدي.
هذه المبالغ يجري التعاطي معها على أنها قابلة للتجديد أو للتعديل، سواء لناحية رفعها - وهو الغالب - أو خفضها، بناءً على طلب من الوزارة. ورغم الإيجابية التي تحملها قرارات كهذه، إلّا أن إقرارها بـ«القطارة»، وعدم وضعها في إطار تصحيحي شامل، يحوّلها إلى أشبه بقرارات «تسكيجية». وهي لا تعدو، بحسب ناصر الدين، كونها جزءاً من الجهد الموضوع للحدّ من الفوارق في فواتير الاستشفاء وضمان وصول الخدمة إلى أصحابها، ضمن الإمكانات المتاحة.
لذا، وفي ظلّ المعضلة الأساسية التي تواجه القطاع الصحي، المتمثلة في تدني موازنة الصحة، والتي تآكل جزء منها نتيجة الوضع المالي الراهن، يطالب الوزير والمعنيون بإعادة الاعتبار لموازنة الصحة. وفي هذا السياق، أتت المطالبة بزيادة قيمة بند الاستشفاء في الموازنة المقبلة.
راجانا حمية - الاخبار