اليابان.. الحكومة تضع الطاقة النووية في صميم المستقبل

اليابان.. الحكومة تضع الطاقة النووية في صميم المستقبل -- Oct 08 , 2025 10

تشهد اليابان لحظة مفصلية في مسارها السياسي والاقتصادي مع صعود ساناي تاكايشي إلى رئاسة الوزراء، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد، حاملة معها رؤية جريئة تعيد الطاقة النووية إلى قلب استراتيجية اليابان الطاقية.
 

عودة الحلم النووي

بحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، تسعى تاكايشي إلى تسريع تطوير التقنيات النووية المتقدمة مثل الاندماج النووي ومفاعلات الجيل التالي، بهدف تحقيق اكتفاء ذاتي كامل من الطاقة، في استمرار واضح لسياسات الإدارات السابقة التي دعمت بناء وحدات جديدة وإعادة تشغيل المفاعلات المتوقفة منذ كارثة فوكوشيما عام 2011.

وتؤكد ميكا أوباياشي، مديرة معهد الطاقة المتجددة في طوكيو، أن تاكايشي "ستعطي الأولوية لأمن الطاقة على الطموحات المناخية، وللطاقة النووية على حساب الطاقة المتجددة، وللصناعة الوطنية على حساب الشركات العالمية".

أما تاكايشي نفسها، فقد أعلنت مراراً معارضتها «لتغطية اليابان الجميلة بألواح شمسية أجنبية الصنع»، متعهدة بإصلاح برامج الدعم الحالية التي تفضّل الطاقة الشمسية، مؤكدة أن بلادها ستتجه نحو الاعتماد على التكنولوجيا المحلية ومفاعلات الجيل الجديد الآمنة.

رؤية اقتصادية شاملة

يقول الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي إن انتخاب تاكايشي "يعبّر عن تحول جوهري في سياسة الطاقة اليابانية"، مشيراً إلى أن فوزها "يمنح دفعة قوية لتطوير تكنولوجيا الاندماج النووي، ويعيد صياغة العلاقة بين الطاقة والاستقلال الوطني".

ويضيف أن الحكومة الجديدة ستعمل على إعادة تمويل المشاريع النووية ودعمها تنظيمياً، في إطار خطة تمتد لعشر سنوات نحو التصنيع التجاري للطاقة الاندماجية. ويعتبر الشوبكي أن هذا التحول سيساهم في «خفض تكاليف الطاقة، وتقليل الاعتماد على واردات النفط والغاز، وتحقيق توازن بين الأمن الطاقي والنمو الاقتصادي".

تحديات السلامة والاستدامة

ورغم التفاؤل، تواجه اليابان تحديات هائلة في تحديث أسطولها النووي القديم. فبحسب اتحاد شركات الطاقة الكهربائية اليابانية، يتعين على البلاد استبدال نحو سدس مفاعلاتها البالغ عددها 33 بحلول عام 2040، لتتمكن من تحقيق هدفها المتمثل في أن تمثل الطاقة النووية 20% من مزيج الطاقة الوطني.


كما تتجه الشركات الكبرى مثل كانساي للطاقة الكهربائية إلى بناء مفاعلات جديدة لأول مرة منذ عام 2011، تماشياً مع قانون جديد يسمح بتمديد عمر المحطات النووية إلى ما بعد 60 عاماً.

وتقول وفاء علي، أستاذة الاقتصاد والطاقة في القاهرة، إن فوز تاكايشي يمثل "انتصاراً للطاقة النووية في اليابان»، مضيفة أن البلاد «تتجه نحو تجاوز الحاجز النفسي لفوكوشيما وإحياء المفاعلات المعطّلة». وتشير إلى أن اليابان أعادت تشغيل 14 مفاعلاً من أصل 54 حتى الآن، ما يعكس «تحولاً واقعياً نحو مصادر طاقة أكثر استقراراً".

وتختم: "إن ما تفعله تاكايشي هو وضع اليابان على طريق جديد يوازن بين الحياد الكربوني والأمن الطاقي، ويفتح الباب أمام مرحلة اقتصادية أكثر استدامة واستقلالاً".
 
(إقتصاد سكاي نيوز)

أقرأ أيضاَ

8 تريليونات ريال استثمارات مطلوبة للحفاظ على زخم النمو غير النفطي في السعودية

أقرأ أيضاَ

ترامب: "تقدّم كبير" في المفاوضات التجارية مع كندا